قبل أيام اتصل بي صديق، مضت أشهر على آخر حديث لي معه..
قال بصوت عال: « يا ابن السالم، ماذا جرى لكم..؟ تقفون ضد حكومة حالية لأجل مصالح خفية.. ألم تكونوا طيلة حياتكم ناطقين باسم الحكومات المتتالية وتدافعون عن سياساتها..؟!
أجبته: اهدأ يا صديقي، علَّ الهدوء يُبيّن الحال ويُفصّل الأمور..
يا صديقي.. نحن لم نكن في يوم صحيفة (حكومة ما) ولا ناطقة باسم أشخاص (جاءوا في الأصل لخدمة الشعب والسهر على راحته)..! نحن على الدوام (ونفتخر بذلك) كنا وما زلنا وسنبقى، صحيفة النظام، والنظام هو من نستمد منه عزيمتنا وهيبتنا نحن الأردنيين.. ونظام بني هاشم هو بوصلتنا في الحياة.. فـ إياك و(خلط الأمور)..!
نحن في هذه المؤسسة اليوم، نعيش منذ فترة حالة الـ«نوستالجيا» (الحنين إلى الماضي، باليونانية القديمة).. الحنين لحكومات (العقود الماضية) التي مارست مهامها بمسؤولية وموضوعية تجاه هذا الوطن ..الحنين لـ(حكومات) كانت أفعالها توضع بـ«الموازين» قبل التطبيق..
صديقي.. نعم .. نحن اليوم نختلف مع من يديرون أدارة (صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي) بتخبط وقصور وضيق أفق، ومن ورائهم حكومة لا تحرك ساكنا، بل تزيد كل يوم بسياساتها (الرشيدة) مديونية الدولة وتضع على كاهل المواطن أعباء أضافية..
نعم .. نختلف معهم لأنهم تخطوا (خطوطاً حُمر)، وإن لم نقل نحن كلمتنا لرأيتموهم يمعنون في أفعالهم أكثر.. فـ هؤلاء نسوا أن الإعلام الوطني لا يموت، فلقد صمد خلال عقود بوجه أعنف التيارات (وقوى الشد العكسي).. فنحن الأقدر على تقديم ما وراء الأحداث من تحليلات وتحقيقات بمستوى لا يصل إليه (الإعلام التجاري، البعيد عن الحس الوطني)..
نعم إننا نختلف مع هذه الحكومة لأنها أخفقت في مواجهة التحديات، خاصة الاقتصادية منها، مما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، ولأن إجراءاتها تستهدف «جيوب» الأردنيين لسد العجز بالمديونية التي ارتفعت بشكل مخيف منذ سنتين لتصل إلى أكثر من 23 مليار دينار.. نختلف، لأن هذه الحكومة لم تحرك ساكناً في موضوع الرؤية الملكية العشرية للنهوض بالاقتصاد المحلي، بل ساعدت على تراجع الوضع الاقتصادي بالمجمل.. نختلف معها.. لأنه في عهدها أغلق ما يقارب 1500 مصنع (كانت عائلات تسترزق منها)، ولأن الاستثمار يهرب من البلد أكثر فـ أكثر، بسبب فوقية بعض أصحاب «ربطات العنق» وبيروقراطية متعالية منفرة ..
نعم نختلف، وسنختلف أكثر.. لم لا نختلف..؟!
صديقي.. إن الأهم من هذا وذاك، هو واجب الغيرة على هذا البلد، إذ أن الوطن لديه من المعضلات الداخلية ما يكفيه، وأجزم أنه لا يحتمل قراءات وتصرفات خاطئة تفتعلها هذه الحكومة، وحتما فإنها ستولّد أحداثا تؤدي إلى جريان الرياح بما لا تشتهي السفن.. لهذا تحركنا (نحن) أكبر مؤسسة إعلامية وطنية يهمها مصلحة الوطن والعرش..
تبقى فكرة الحديث..
يا صديقي.. أتعرف معنى كلمة (قصة)..
باللغة العامية الدارجة تعني (سولافة).. وسولافة 1111في اللغة الجاهلية القديمة وفي شعر «أبو نواس» تعني:
(الرشفة الأخيرة من النبيذ المعتق )..
في المعنيين .. سنبقى إلى آخر رمق نقول كلمتنا الوطنية الحقة.. لآخر قصة ولآخر رشفة..
enad.salem@gmail.com
الراي