حمزة منصور المسلم وفارس خوري المسيحي
ظاهر عمرو
28-04-2015 09:39 PM
قرأت مقالا في جريدة السبيل بالأمس الأثنين 27/4/2015 بعنوان ( فارس خوري و الإسلام ) ، بقلم الشيخ حمزة منصور ، وأنا لست كثير القراءة والمطالعة ، ولست من المثقفين الضليعين الملمين بالكثير عن العظماء ، ولكنني اليوم عندما قرات هذا المقال ، استشعرت كم أن هذا الرجل كان صاحب مواقف وطنيه وعروبيه عظيمة ، وكم كان عاشقا لثقافته الإسلاميه ، مع أن هذا الرجل الذي نتحدث عنه هو فارس خوري العربي المسيحي من أصلٍ سوري .
وكم كنت سعيداً بأن يصدر هذا الكلام الذي قرأته عن رجلً يعد من القيادات الأولى لجماعة الأخوان المسلمين في الأردن ، وهو أمين عام حزب جبهة العمل الأسلامي سابقاً ، الشيخ حمزة منصور الذي يتحدث بلغة تُحترم وتًقدر وتنم عن فكر عظيمً و متطور، وفيه الوفاء لعظماء هذه الأمة، بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو دينهم ، فكم كنت سعيداً بذلك و وجدت أن الانسان المحب لوطنه ولعروبته ولأمته ، هو بالتأكيد محب للإسلام و هي حضارة وثقافة هذه الأمة منذ أكثر من 1400 عام، ومعروف أن بطلنا فارس الخوري قد وجه صفعة لقادة الإحتلال الفرنسي الذين أخبروه أن مجيئهم لسوريا ، إنما كان بهدف حماية العرب المسيحيين من "الظلم الإسلامي " ، فكان رده عليهم أنه يفضل العيش تحت الظلم الإسلامي على أن يعيش تحت الأحتلال المسيحي الفرنسي ، ومعروف انه كان رئيس وزراء سوريا آنذاك ،وقد جسد عروبته بطريقة جعلت التاريخ يخلده.
ولكل ذلك أتساءل اليوم أين هم أصحاب الفكر المتطور المعتدل الذين يعبرون عن روح الإسلام الذي جاء بالعدل و الإحسان و الرحمة للعالمين؟ وأين هم الرجال أصحاب المواقف التي تُخلد ولن تزول مع زوال الأيام بغض النظر عن لونهم أو دينهم ؟
لم نعرف هذه المعاني وقيمتها و ضرورتها ، إلا بعد أن شاهدنا وعشنا اليوم الفكر التكفيري المتطرف ، الذي يتماشى مع العنصريه البغيضة ،أعتقد أن أكبر عقاب للأنسان في هذه الدنيا هو أن يكون عنصرياً ، فيسجن نفسه بنفسه ، ولا يستطيع الفكاك من تلك الغلال ، وبالتالي فإنه سيعيش منعزلاً عن جمال هذه الحياة الدنيا وعن خلق الله ، والله اعلم بمصيره في الأخره .
إن إنزال الناس منازلهم هو الأساس، والحكم على الناس ليس بمالهم ولا بجاههم ولا بمناصبهم ، ولكنَ الحكم على الانسان يجب أن يكون على فكره ومواقفه وعطائه ، وهذا ما مثله كاتب المقال الشيخ حمزة منصور من فكر ، وما مثله فارس خوري من مواقف عملية على الأرض .