facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في حديقة التلفزيون ..


صبري الربيحات
28-04-2015 12:51 PM

للتلفزيون في حياتي قيمة خاصة وعلاقة فيها من الحب والتقدير والانتماء الشيء الكثير..

اقول هذا ليس لأن زوجتي وصديقتي هي احدى مذيعات أكثر البرامج ظهورا على شاشته.. فبرنامج يوم جديد يستحوذ على اكثر من 50% من وقت البرامج التي ينتجها التلفزيون وقرابة 18% من مجموع ساعات البث..

ولا يعود ذلك لانني عملت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي على إعداد وتقديم اكثر من برنامج تلفزيوني حمل احدها اسم "مسرح الحياة" وكان الاخر الذي ظل عالقا في اذهان آلاف الشباب والشابات ممن اصبحوا اباء وامهات اليوم وحمل مسمى "حوار الاجيال".. ولا لاني كنت رئيسا لمجلس ادارة المؤسسة في الفترة التي انجزنا هيكلها التنظيمي ونظام الرواتب والاجور الذي نهض باوضاع العاملين بل لكل هذه الاسباب واكثر.

في مسرح الحياة الذي كانت فيه الدراما التلفزيونية ارضية لنقاش متلفز لمشكلات المجتمع من قبل مجموعة من طلبة الدراسات العليا واخرجه الصديق عصام مشربش كنا نحاول ان نفتح للعلم نافذة على الحياة المعاشة وما فيها من مشكلات اجتماعية ينبغي الاعتراف بها ومناقشتها والتعامل معها...

أما البرنامج الذي امتد على مدى العديد من الدورات وساعدتنا الراحلة فكتوريا عميش على نحت اسمه "حوار الاجيال" فكان اول محاولة لي لنشر وتعميق الديمقراطية داخل البنى الاسرية في مجتمعنا الاردني الذي بدأ يتقبل فكرة الحوار بين الآباء والابناء وادخال المرشدين الى اجواء الاسرة ومشكلاتها في نقاش علني يهدف الى مساعدة وتشجيع الاهالي على توظيف العلوم الاجتماعية والنفسية والاتصال في حل المشكلات التي تواجههم.

لدورات برامجية متتالية وعمل تعاقب على اخراج حلقاته ثلة من المخرجين المبدعين (هيفاء كتاب الفياض.. احمد الحديدي.. والمرحوم حتر) وساعد على انجازه اعداد كبيرة من المعدين والفنيين والمنسقين الذين تولوا مهام لا حصر لها استطعنا ان نشرك مئات الاسر والابناء وعشرات الاساتذة الجامعيين والخبراء في مناقشة موضوعات تهم الوالدين والابناء وتهدف الى تطوير امكاناتهم في الاتصال والاشراف والتأديب وحل المشكلات وقبول الحوار وتقدير اللعب والتعامل مع ظواهر التدخين والغياب والمراهقة والعناد والكذب والغيرة والخوف والاكتئاب والتأخر الدراسي وخيارات الزواج والعقوبة البدنية وضغوط الرفاق والغياب عن البيت والسرقة والخيال الواسع وصنوف الانحراف والعدوان واساءة المعاملة وعمالة الاطفال وانحراف الاحداث وغيرها من الموضوعات.

في تلك الايام حاز برنامجنا الذي تمتع بمعدلات مشاهدة عالية على رضا الناس وتفاعلهم؛ فقد كان ذلك قبل انتشار الجوال وقنوات البث المتخصصة وتقنيات اليوتيوب... اصادف العشرات من الناس الذين يتذكرون اسمي وحضوري من برنامج الاجيال اكثر من تذكرهم لي من موقعي في الادوار التي شغلتها بعد ذلك في الاكاديميا والاعلام والادارة والثقافة والتنمية.

كلما اكون على مقربة من مبنى صناعة الثقافة والخبر والوجدان اتذكر الاستوديوهات والناس والاشخاص الذين عملت برفقتهم في انتاج اعمال اهديناها لاهلنا دون ان ندرك حينها حجم الاثر الذي سنتركه على الناس وحياتهم... فلتلك المرحلة من عمري اسجل عرفاني وللذين آمنوا بامكانية اسهامي في احداث فرق في حياة الناس اهدي نتائج هذه الاعمال.

العلاقة الاخرى مع مؤسسة الاذاعة والتلفزيون كانت في نيسان عام 2007 عندما تشرفت بتكليف دولة رئيس الوزراء لي بتحمل مسؤولية رئاسة مجلس الادارة للمؤسسة ولفترة امتدت حتى اوائل تموز من عام 2008.. كانت التجربة مليئة بالتحدي وغنية بالوعد بان نحقق للمؤسسة شيئا يراكم على انجازاتها ويعطيها دفعا جديدا؛ فقد كنت بمعية عدد من الشخصيات التي عرفت بسعة الافق وعمق التجربة والالتزام بالحرية والانحياز للتنوير.

لقد باشرنا بجدية في تشخيص الواقع وتحديد الاهداف واستنباط خطة عمل فتمكنا من انجاز هيكلة المؤسسة الادارية والمالية التي عدلت رواتب العاملين واوضحت مساراتهم المهنية وعقدنا اول لقاء موسع مع كافة العاملين في المدينة الرياضية حضره 1300 موظف من اصل 1511 مجموع العاملين.. وانطلقنا بخطة لتطوير البرامج قبل ان يجري اعادة تشكيل المجلس واعادة تبعيته لوزير الاعلام والذي استمر حتى يومنا هذا باستثناء التعيين الذي جرى لصالح القلاب بترتيب خاص ابان حكومة سمير الرفاعي 2010.

اليوم كنت الى جانب كل الذين شاركوا في الاحتفال السنوي بالذكرى 47 لانطلاق التلفزيون.. وهي سنة درجت عليها المؤسسة منذ انشائها... في الحديقة العتيقة للمؤسسة الجامعة كانت هموم وتطلعات وذكريات واحلام...

من بين الحاضرين رجال ممن شهدوا انطلاق اشارة البدء.. لقد كان جواد مرقة الذي اذاع النشرة الاخبارية الاولى وابراهيم شاهزادة الذي ادارها لسنوات وعشرات المذيعين والفنيين والفنانين والمدراء.. لم تغب صورة محمد كمال عن اذهان الذين عرفوه ولا صوت الحسين وهو ياذن بانطلاق البث....

الاذاعة والتلفزيون مؤسسة وطنية ينتمى لها الملايين من الاردنيين بصرف النظر عن لون الحكومة التي تسيرها او اهواء المديرين الذين ينفذون السياسة المتفق عليها فهي للاردنيين جميعا يسهمون في بنائها وحبها وتمويلها.. وهي اسمى وابقى واحلى واغلى من كل الاعتبارات والمعايير التي يسقطها بعض الشباب المتحمسين في بعض مواقعها والذين يعتقدون انها ولدت معهم وانها تستمر بفضل حكمتهم..

تحية للمؤسسة التي احبها الناس وسيبقون على عهدهم فقد علمتهم نصف ما يعرفون عن العالم وكل الذي يعرفونه عن بلادهم حتى وان تجاهل البعض فضلها عتبا وليس نكرانا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :