هل نظلم أنفسنا إذا قلنا إن البنية الأساسية للتعليم في جميع مراحلها بنية ضعيفة ؟ الجواب نعم، فالبنية في تعريفها أنها نوع التركيب الخاص للكائنات أو الأجسام، وأن نوع التركيب هو الذي يعطي نوع البنية، وسواء انطبق التعريف أو لم ينطبق على مفهوم بنية التعليم في بلدنا، فالمعنى يقودنا إلى جردة حساب منذ أول مدرسة حتى آخر مدرسة أو جامعة تقام على هذه الربوع.
أتمنى من كل قلبي لو نقوم باستحضار خارطة البناء تلك، كي ندرك حقيقة المشهد الماثل أمامنا اليوم، فلا نظلم ماضينا ولا حاضرنا، ولا نفقد بوصلتنا نحو المستقبل حين تتسع الرؤى في وضح النهار، فنحن غالبا ما نرسم صورة قاتمة لواقعنا لأننا نسدل الستائر بدل أن نفتح النوافذ !
المشكلة في أحد جوانبها هي أن الجزئيات تحرمنا من إدراك الصورة الكلية، وأننا حين نتحدث عن البناء، ووضع لبنات فوق ما هو منجز، فهناك من يسأل على الفور، هل يتحمل البناء تلك الإضافات ؟
أو هل من شأن تلك الإضافة أن تجعل الصورة الكلية بهية بالقدر الذي نريد ؟
تلك أسئلة مشروعة، ما دامت تطلب الإجابة الصادقة وليس التشكيك، فها نحن جميعا نوجه الأسئلة إلى وزير التربية والتعليم، وإلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي بإلحاح، ولكن حين نسمع الأجوبة يتفاوت قبولها من شخص لآخر، وكأننا نريد تثبيت الأزمة بدل حلها عن طريق مبادرات خلاقة.
لا أتردد في أن أقول لقد أعجبتني المبادرات التي يقوم بها الوزيران، والأهم أنهما قالا في مناسبات كثيرة « نحن نواصل ما بناه من كانوا قبلنا في المسؤولية « فذلك هو الفرق بين أن تزيل لبنة مبنية، بدل أن تضيف لبنة جديدة، لأن الأساس المتين الذي بناه الأوائل ما يزال متينا، وإلا كيف وجدت تلك البنية الواسعة، وهذه القدرة الفائقة على استيعاب الطلبة في جميع مراحل التعليم ؟
نحن بحاجة إلى مراجعة حقيقية لواقع التعليم، تتيح لنا التعامل مع الحقائق والأرقام، وترينا بشكل أكثر وضوحا نقاط القوة والضعف، وتتيح لنا رسم سياسات التعليم وفقا لمتطلبات التنمية، وتحسين نوعية الحياة، وذلك أمر في ايدينا إن أردنا ! الرأي