بالأمس فجعت حين شاهدت بضعا من حبات "البطيخ" بحجم رأس "كيري"، وذلك في غير وقتها المعتاد !!
وبعد السؤال ؟ تبين أن هذا البطيخ "مهرمن"، ينام "زهرة" ويصبح في اليوم التالي "بطيخا" في السوق.
كلما تم تعيين رئيس وزراء جديد يقول: سنعد خطة لتحسين الاقتصاد تمتد حتى عام 2025، وكلما تم تعيين وزير تربية وتعليم يعد خطة لتحسين التعليم تمتد حتى عام 2040، وكلما تم تعيين وزير صحة يعد خطة لتحسين النظام الصحي تمتد حتى عام 2050، وكلما تم تعيين وزير طاقة يقول لنا: أعددنا خطة لتنويع مصادر الطاقة، وسنكتفي ذاتيا في عام 2070، علما أنه في عام 2070 ماكنة "الحلاقة" ستكون تعمل بالطاقة الشمسية، وحين يتم تعيين وزير بيئة يقول لك: وضعنا استراتيجية بيئية حتى يكون الاردن في عام 2080 خاليا من مخلفات "البلاستيك"، علما انه في عام 2080 ستأتينا "ربطة الخبز" على الواتس أب !
وحين يتم تعيين وزير أشغال يعقد مؤتمرا صحافيا ويقول: وزارة الأشغال ستربط المملكة مع الدول المجاورة بشبكة طرق حديثة تنتهي في عام 2100، علما انه في عام 2100 ستجد في الحراج "مركبة فضائية" نوع "كيا فحص كامل بـ 2000 دينار، وتطير مليون "ميل" بالتنكة !!
من يتابع أحاديث المسؤولين الأردنيين ووعودهم وتوقعاتهم يستغرب حقيقة إن كان المسؤول الاردني يعمل للأردن أم يعمل للآخرة !!
فلا هناك إنجاز يلوح بالأفق، ولا هناك مشروع يستطيع أن يستفيد منه حتى مواليد عام 2015، ولا هناك خطة قد يلمس نتائجها من سيعيش 100 عام ممّا تعدّون !!
نعم الدول تخطط للمدى البعيد، ولكن، ليس في الاقتصاد والتربية والصحة والطاقة، مثلا رئيس وزراء كندا قد يقدم خطة عشرية لاستثمار فائض الموازنة غير المسبوق، ووزير الأشغال الياباني قد يقدم خطة مستقبلية لأن تصبح الشوارع مهيأة لمسير السيارات الإلكترونية بدون سائق.. ووزير الصحة الصيني قد يكون لديه خطة بأن تصبح غرف النوم بكبسة "زر" غرف إنعاش دون حاجة لإسعاف المريض، وقد يكون لوزير الطاقة الامريكي خطة مستقبلية لتوليد الطاقة من حركة "الماوس" !!
إلى من أبدع في هرمنة "البطيخ" .. أليس عندك "هرمون" لذلك المسؤول الذي بعد 100 عام يريدنا أن نعيش !!
بلكي على إيدك.. اصحينا الصبح لقينا "مشروعا" مش
"خطة مئوية" !! العرب اليوم