للسنة الثالثة على التوالي احتلت سويسرا المركز الأول على مؤشر السعادة العالمي..
وعندما وصل رأس المؤشر عند الأردن رفرف «ودقر» ثم طلعن «زمبركاته» وتوقف عند الرقم 82.. بمعنى آخر عندما تشبع احدى وثمانون جنسية وأمة وشعب سعادة و"نغنغة" و«صهللة» و"فضاوة بال".. نأتي نحن لنقوم بــ«تلحيس» صحن السعادة الباقي خلفهم...
صحيح..هل نستحق الرقم «82» على مستوى العالم من حيث السعادة...أشك في ذلك ، فانا لا أصحو الا أذا «جعر» طفلي الصغير خمس «جعرات» مشبعات، فأمد يدي على طريقة الرافعة الشوكية وأقوم بإنزاله على الطرف الآخر من السرير قرب أمه.. وقبل أن استكمل النومة غير الهنيئة على الإطلاق يرن جرس الباب، أرتدي قميص «رونالدو» بالمقلوب وأذهب لأفتح الباب، انه جابي سلطة المياه... «وين العداد»؟ يسألني!.. أجيبه: هون... منذ سبعة عشر عاماً وهو يأتيني بنفس التوقيت ويسألني نفس السؤال.. وأرتدي نفس القميص لأشير له على نفس المكان...
وعلى سيرة مؤشر السعادة .. ما ان تعود وبيدك فاتورة السلطة يقوم ابنك الأوسط بعمل «فن» و«حرنة» مهددّاً بعدم الذهاب للمدرسة ما لم نجد فردة «جواربه» المخططة فيتم البحث عنها في كل مكان حتى في جوجل.. لنكتشف انها بكتاب العربي..
وعلى سيرة مؤشر السعادة... عندما تقف في شرفة بيتك تشرب القهوة أو تقف في موقف الباصات... وتنظر إلى كل الذاهبين إلى دوامهم في الصباح الباكر وكأنهم ذاهبون إلى «بيت أجر» لا يسعك الا أن تصيح بأعلى صوتك «وحدووووه»..
وعلى سيرة مؤشر السعادة... لدينا 18 برنامج شكاوى صباحية ، و18 حنجرة خشنة تهدد وتزبد وتعود لتمجّد على أنغام ألأغاني ذات القافية الواحدة ..
وعلى سيرة مؤشر السعادة... تكتشف أن بابا الفاتيكان يزور الأردن أكثر من وزير خارجيتنا، وأن الحكومات تعاملنا مثل «سيارت ملاهي الجبيهة» التي تدفعه فوق تأخذ من تحت .. ما تدفعه لنا في أول الشهر تأخذه منا آخر الشهر، نمشي في المكان ونلف حول أنفسنا مستمتعين بمتعة القيادة..
وعلى سيرة مؤشر السعادة .. تصاب بدوخة وزوغان عندما تتذكر أن اليابان والدول العربية بدأتا مرحلة النمو بعيد الحرب تقريباً بوقت متساوٍ ، لكن اليابان في كل لحظة لديها تقدم علمي..ونحن لا نتقدّم الا في العمر...
وعلى سيرة مؤشر السعادة.. حتى اللحظة لا أدري لماذا صنفوا شعوب توغو وبورندي وبينين ورواندا بأنهم أقل الشعوب سعادة... على الأقل أولئك يأكلون الخازوق بصمت.. أما فنحن نأكل الخازوق و«نسحّج»!.. الرأي