كان لا يمكن وصف كم هم سعداء ؟! عائلة مترابطة كل اهتماماتها أن تؤمّن قوت يومها، وان تعيش يومها، وليس لها بالقال والقيل، ولا تسمح لاحد بأن يتدخل في شؤونها، ولا تسمح لنفسها بأن تتدخل في شؤون أحد.. وتقف على مسافة واحدة من الاقارب والجيران؛ لذلك يحبون الكل والكل يحبهم والاهم أنها "مستورة" بدعم الجميع..
في إحدى المرات أراد الزوج أن يسعد عائلته في نهاية عطلة الاسبوع وقال لهم: غدا سنذهب "شمّة هوا"، ففرح الجميع بهذه المبادرة.. ولكن، الزوجة همست بأذن زوجها: والله حابب أنه "أمي" تروح معنا هالمشوار، فقال لها: بس إذا أخذنا أمك بدنا نأخذ أمي حتى نحدث نوعا من "التوازنات" .. فقالت له: ولم لا، ولنأخذ أبي وأباك حتى نضمن "الدعم" .. فقال لها: ولكن إخوتي سيكون لهم "موقف" إذا تم تجاهلهم، فقالت له: إخوتي أيضا سنخسر موقفهم معنا إذا تم تجاهلهم.. فقال لها: وأخواتي هن المؤثرات في القرار العائلي.. فقالت له: وأخواتي أيضا يملكن حق النقض "فيتو" .. فقال لها: وعمتي "فتحية" هاي قبل الكل كونها الداعم الرئيسي لنا في "الجميد" .. فقالت له: لأ عمتي "نوفة" أولى كونها الداعم الرئيسي لنا بالسمن.. فقال لها: وخالتي "ام سطام" بنخسر منحة "البرغل" ، فقالت له: وخالتي ام "فواز" هاي بيدها ورق "الدوالي" .. فقال لها: والجيران فهم من أشد الداعمين لنا في حال انقطاع امدادات المياه.. فقالت له: وعدايلك هسة نسيت أنهم شاركوا معك في تحالف "الزيتون" .. فقال لها: العدد حتى الآن فاق اعداد المشاركين في عاصفة "الحزم" .. فقالت له: وربما أكثر من مشجعي ريال مدريد !.. فقال لها: اسمعي يا مستورة خلينا بحالنا لانه أي تجاهل لاي طرف من الاطراف المتنازعة صدقيني ما راح تشمي "هوا" راح تشمي "….ا" !!
هكذا كان الاردن.. بلد في "حاله" يحب الجميع والجميع يحبه.. الى أن غابت الحكمة الاردنية وتعنطزنا من تلقاء نفسنا لجميع القضايا الدولية والكونية !!
في الاول تدخلوا في الخلاف الدائر بين المتكاملة وطلاب الجامعة الهاشمية قبل أن تتدخلوا في الخلاف الدائر بين امريكا وايران، في الاول اتخذوا قرارا بشحنة قمح فاسدة قبل أن تأخذوا قرارا بالمشاركة في جميع العواصف والتحالفات الدولية، في الاول لا تعتبروا انتقاد "ضحكة احلام" تعكيرا لصفو العلاقات بينما جهودكم مشكورة لتصفية العلاقات بين جميع دول العالم.. في الاول تقدموا باقتراح لتحسين اوضاع الناس الاقتصادية قبل أن تتقدموا باقتراح لتحسين اوضاع اللاجئين، في الاول اسعوا لايجاد حل للأزمة المرورية قبل أن تسعوا لإيجاد حل للأزمة السورية !!
في الاول انظروا الى الاردن وحاله، وتيقنوا أن رحم الله امرءا عرف قدر نفسه. العرب اليوم