يقول مثل مشهور لدى الايطالdين: (القوي جميل والضعيف قبيح في عيون الناس ).

فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات بعد ان كان قوة عظمى، ذهبت كصحفي لمتابعة الحدث، ويا للهول ما رأيت..! فمدير وموظفو المركز الثقافي السوفياتي بجبل عمان كانوا مشغولين بجمع صور وتماثيل ماركس ولينين وكتب المكتبة الكبيرة والشهيرة فيه والقيام ببيعها بأبخس الاثمان. في ذلك اليوم كتبت عنواني لخبري الصحفي السكوب: (المركز الثقافي السوفياتي في ذمة الله)؟!

وفي قرية بئر المكسور من قرى الجليل بفلسطين يعتقد اهلها اعتقاداً جازماً بأن الرئيس الاميركي الحالي (باراك اوباما) فلسطيني وهو واحد منهم ويرتبط بقبيلتهم بعلاقات قُربى ودم، وانهم قد نحروا الخراف احتفاءً بدخول قريبهم البيت الأبيض، ورئاسة اعظم دولة في العالم وفوق ذلك انهم بصدد ترتيب سفر وفد كبير لتقديم التهاني لقريبهم آملين ان يتفهم معاناتهم في (اسرائيل) ويتدخل لصالحهم؟!.

وكما جاء في جريدة القدس المقدسية على لسان واحدة من عجائز القرية: إن جدّ اوباما من طرف ابيه المدعو حسين اوباما تزوج احدى بنات قبيلتهم مضيفة: حين ترى شخصاً يتدفق في جسده دم مثل دمائنا فانك تلاحظ العلاقة والرابط معه، ويمكنك ملاحظة هذا الشيء في سلوك اوباما وتصرفاته، ومن طريقة وقوفه وجلوسه وحركات يديه، جميعها تشير انه منا ونحن منه ونحن نشعر بذلك داخل نفوسنا. فهل يمكن ان يكون اوباما فلسطينيا؟. ومن الجليل، فسكان فلسطين خليط من العرب والاكراد والتركمان والأفارقة والشركس والبشناق والمغاربة والمصريين واهل بخارى وغيرهم؟!. وبمناسبة اقتران القوة بالجمال..!

ففي اوج السباق للوصول الى الرئاسة الاميركية قال استاذ في التاريخ النمساوي :اذا وصل اوباما الى البيت الابيض فليس مستبعداً ان يصبح رئيس النمسا في يوم من الايام مواطناً تركياً؟!. وبذلك يتحقق معه حُلم تركي قديم فشلت الأمبراطورية العثمانية في تحويله الى واقع خلال حصارها للآينا العاصمة النمساوية منذ خمسة قرون.

كما ان السيدة الفرنسية الاولى كارلا ساركوزي ذات الجنسية الايطالية السابقة وفي غمرة الانبهار العالمي بنجاح اميركي من اصل افريقي في تبوء عرش البيت الابيض.. اطلقت كارلا دعوة لأوروبا ان تحذو حذو اميركا بأن لا تهُمش الاقليات والثقافات المختلفة علماً ان زوجها نيكولاي رفض دخول تركيا الاتحاد الاوروبي.

كما ان قائداً اوروبياً هو رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلسكوني بدأ نغمة مُغايرة في تلك الأيام، فقد ظهر هذا الرئيس في ارض الاناضول وامام جمع حاشد من الشعب التركي ودوداً ومحباً، مطالباً وبالفم الملآن بحصول انقرة على العضوية الكاملة في الاتحاد الاوروبي؟!. وضمن هذا السجال الجديد كان مثيراً ما قاله مواطن يعيش في استانبول: ما الذي يمنع تركي ان يتبوأ الصدارة في قصر الاليزيه بباريس مثل ساركوزي الهنجاري الأصل؟!.

Odeh_odeh@yahoo.com