الاردن ينضم الى حلف "السنيورة"
فهد الخيطان
05-12-2006 02:00 AM
الانحياز الى جانب الحكومةاللبنانية ل فـهـد الـخيـطان
انضم الاردن رسميا الى الحلف العربي المساند لحكومة السنيورة, فبعد يومين على اعلان سعودي وآخر مصري بدعم »الشرعية اللبنانية«. قام وزير الخارجية عبدالاله الخطيب امس بزيارة الى بيروت دعما لـ »لبنان وحكومته ومؤسساته الشرعية« وفق ما صرح للصحافيين في مطار بيروت.
الدعم الاردني والعربي لحكومة السنيورة في مواجهة المعارضة يأتي في سياق دعم امريكي وغربي بدا واضحا في الايام الماضية, واللافت في حملة دعم السنيورة هو موقف اسرائيل المتعاطف معها في مواجهة عدوه حزب الله.
ونقلت وكالات الانباء اخبارا عن مقترحات اسرائيلية يجري دراستها للانسحاب من مزارع شبعا لتقوية موقف السنيورة وسحب الذرائع من »المقاومة والمعارضة«.
كل الاطراف الدولية والاقليمية بما فيها سورية وايران دخلت على خط الازمة اللبنانية بقوة باعتبار ما يجري هناك واحدة من المعارك الاساسية بين تيارين يتنافسان للسيطرة على الاقليم, الاول تقوده واشنطن والثاني طهران.
للأسف ان العرب المعتدلين قبلوا بمنطق »الساحة« في لبنان واصطفوا الى طرف ضد الآخر, وكأنهم بذلك يدفعون الطرفين الى الصدام.
صحيح ان حكومة السنيورة هي حكومة شرعية, لكن لعبة الاقلية والاغلبية المعروفة في الدول الديمقراطية لا تصلح كقاعدة مطلقة في لبنان لأن شرعية اي حكومة في لبنان مشروطة بتوافق طائفي حولها كما هو حال كل المؤسسات, والا كيف نفسر موقف قوى 14 اذار من رئيس الجمهورية الذي تم التمديد له بقرار شرعي من مجلس النواب ومع ذلك ينظر اليه من طرف الحريري وجنبلاط وجعجع على انه رئيس غير شرعي.
شرعية »السنيورة« بنظر المجتمع الدولي لا معنى لها ما دامت تفتقر للشرعية الطائفية في لبنان واذا ما اضفنا الى موقف القوى الشيعية منها المعارضة الواسعة في اوساط المسيحيين ممثلة بتيار الجنرال ميشيل عون والزعامات السنية التاريخية »كرامي والحص« فاننا امام حكومة لا تحظى بالاغلبية المطلوبة وفق اتفاق الطائف.
ليس مطلوبا من الدول العربية في المقابل الضغط على السنيورة للاستقالة فهذا شأن داخلي يجري حسمه في الصراع الديمقراطي الداخلي, المطلوب فقط هو عدم الانحياز المطلق لطرف دون الآخر وعدم تجاهل المعارضة الواسعة للحكومة التي نزلت بمئات الالاف الى الشوارع.
دور الدول العربية ينبغي ان ينصب على التوفيق بين اطراف الصراع وتبني مبادرة عربية للحوار بينهم, وفهمنا ان زيارة امين عام الجامعة العربية الى بيروت تهدف الى تحقيق شيء من هذا القبيل, لكنني اعتقد ان المواقف الاردنية والمصرية والسعودية المساندة لطرف ضد الآخر ستضعف دور الجامعة العربية وتحد من قدرة عمرو موسى على جمع مختلف الاطراف على طاولة الحوار من جديد.
وكما في لبنان كذلك في العراق مواجهة بين ايران وامريكا لا يمكن انكارها, مصلحة العرب اذا ما ارادوا بناء موقف عربي هو بالابتعاد عن المحورين والتأسيس لرؤية ثالثة تضع المصالح الوطنية والقومية اولوية لها. وفي حالة لبنان المطلوب هو دور توفيقي تحت مظلة عربية فاعلة حتى لا يبقى في لبنان من يبحث عن حماية امريكا او ايران, لكن المعتدلين العرب فوتوا الفرصة مرة اخرى.