facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الله جل جلاله في قراراتنا


شحاده أبو بقر
25-04-2015 05:31 AM

كل قرار في حياتنا رسميين ومدنيين ومهما كان وزنه وأثره، سيسهم لا محالة في أخذنا الى أحد اتجاهين، فإما الى جنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين، أو الى نار جهنم وبئس المصير والنهاية يوم لا ينفع ندم إلا من أتى الله بقلب سليم، والخيار لكل منا في كل هذا، فمن اتقى الله سبحانه وحصن قراره، خاصة عندما يكون صاحب قرار في مصائر الناس، فقد وافق الصواب وفاز بمرضاة الله قبل عباده، ومن أخذته العزة بالإثم، وجعل هوى النفس والمجاملة لأهواء الآخرين أيا كانوا، سبيله في اتخاذ القرار ودونما قناعة ذاتية، فقد ظلم حظه أولا قبل ان يظلم سواه، وأخفق في الحظوة برضا خالق الكون الرقيب الحسيب سبحانه وتعالى، ولست أخال تيها وإخفاقا ورداءة حظ إن جاز التعبير، تعادل هكذا حال.

حدثني رئيس وزراء، بأنه أمضى ليلة طويلة في فحص ملفات تتعلق بشأن عام، كي يتخذ قرارا بشأنها في اجتماع عام في الصباح، وأضاف، انه كان بين خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يرضي ربه ويتخذ القرار الصائب الصحيح، أو ان يرضي ويجامل اقاربه واصدقاءه، ليقرر في نهاية المطاف الإنحياز الى مرضاته سبحانه، حتى لو كان ذلك سببا في عتب اوحتى غضب المشار اليهم آنفا، وهكذا كان ، ولقد زاد إحترامي له، بعد إذ شهدت قراره عن قرب.

نقول هذا، ونحن نرى عالم اليوم وفي دنيانا العربية بالذات، وقد بات أشبه ما يكون محكوما بشريعة الغاب، عندما تتخذ القرارات في الاعم الاغلب، ليس من أجل مصلحة عامة تعود على الاوطان والعامة بالخير والفائده، وإنما بهدف تنفيع هذا وإقصاء ذاك، أو مجاملة هذا او ذاك كذلك، لتغدو الاوطان كما لو كانت إقطاعيات يملك أصحاب القرار، التصرف في شؤونها بما يحقق رغباتهم ورغبات اصدقائهم وأقربائهم ومحاسيبهم، أما عامة القوم ممن لا صلة لهم بهذا او بذاك من أهل القرار، فلا مكان لهم وسط الزحام، حتى لو كانوا غاية في الوفاء والاهلية والابداع والقدرة على إضافة جديد ينفع البلاد والعباد.

من أدهى وأمر مصائب المجتمعات التي تجنح بها نحو الهاوية، أن توسد الامور الى غير اهلها، ومن اجل واشرف اسباب رفعة الاوطان والمجتمعات، تحقيق العدل في أفضل تجلياته، عند إختيار الاشخاص لتولي المواقع القيادية على إختلاف مستوياتها، بحيث تكون الكفاية لا المحسوبية والوساطاعات الظالمة، هى المعيار الذي يحكم قرار ألإختيار، في مشهد لا يملك أحد ان يذمه أو يقف حائرا في تفسيره وألإستدلال على مبرراته، وصاحب القرار العادل الذي يتقي الله ويخشى سخطه وغضبه وعذابه، هو من يحكم ضميره عن إتخاذ القرار، رافضا لأية رغبات أو مغريات وضغوط تسعى الى الجنوح بالأمور نحو ما تريد، متجاهلة حقوق الآخرين وحتى وجودهم.

خلاصة القول الفصل، ليتذكر كل صاحب قرار أيا كان موقعه، أن رحمة الله وسعت كل شئ، وأن سخطه وبطشه في المقابل، شديد وعظيم لا يبقي ولا يذر، وان الاوطان ملك مشاع لسائر مواطنيها، ليست حكرا على نفر او احد دون سواه، وان من يقوده قدره للتصرف بشؤون الناس، لا بد وان يكون عادلا منصفا ذا ضمير حي، فذلك هو طريقه الذي لا طريق غيره، نحو راحة البال والسعادة والظفر بما هو أفضل، في الدنيا والآخره، وذلك هو الفوز العظيم، فأن يرضى عنك الله الذي لا إله سواه، خير لك من الدنيا الزائلة وما فيها من مغانم ومكاسب ما دامت لخلق ابدا ابدا، والله من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :