سكجها يكتب، الملك للأمير: أحسنت
باسم سكجها
25-04-2015 05:10 AM
كُلّنا نحبّ لأولادنا أن لا يستعجلوا أمور الحياة، وأن لا نراهم، أمامنا،
فجأة، رجالاً يخوضون المعتركات الصعبة، فنحن لا نُريد لهم أن يكتووا
بالنار التي واجهتنا في طفولتنا، وصبانا، وشبابنا، وأن يعيشوا لحظاتهم
حتى آخرها، فالحياة مقبلة لهم، والعُمر، إن شاء الكريم، طويل.
على أنّنا نحبّ لأولادنا، في الوقت نفسه، أن نراهم رجالاً، يدخلون الحياة
واثقين، على قدمين راسختين، لا يخشون تقلباتها، ولا يُقابلون المواقف
إلاّ بما يليق بها من عَقل، وجرأة على الحقّ، وثبات على القناعات، وحبّ
الآخرين، والعمل من أجلهم، وأن نتطلّع لأعمالهم بإعجاب.
تلك هي الأبوّة، التي لا يختلف فيها مَلك يحكم البلد، عن مواطن عادي يرأس
عائلة، فكلّنا راعِ وكلّنا مسؤول عن رعيّته، وحين كان يكبر إبني كُنتُ
أضع يدي على قلبي، فأتمنى له راحة الشباب، وفي آن معاً، أرجو له الرجولة،
وهذا أنا المواطن، وفي مقابلة تاريخية مع الملك عبد الله الثاني، كان
الكلام يُلخّص مشاعري تجاه ولدي: لا أعرف ما إذا إستعجلت لإبني
المسؤوليات، وأردته أن يعيش شبابه، ولكنّ المسؤولية اقتضت ذلك.
ذلك الكلام، قبل سنتين، كان في موضع الردّ على ولاية العهد، وهو ما ورد
على ذهني وأنا أتابع الأمير الحسين بن عبد الله الثاني يرأس مجلس الأمن،
فيمثّل شباب الدنيا، ويتحدث باسمهم، ويدعوهم إلى مؤتمر في عمّان، ويضرب
برفق بقدّومه الخشبي على المستديرة الخشبية، كما كلّ القُضاة في محاكم
الدنيا، فيُقفل موضوعاً، ليذهب إلى آخر.
هو إبننا، وأخ أبنائنا، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي أظنّ
أنّه تلقّى من والده الملك إتّصالاً فور إنتهاء الجلسة، يقول له: أحسنت
يا ولدي، وهذا هو شعور الأب الذي فيّ، فقد كنتُ سأفعل الأمر ذاته مع
إبني، مع كلّ إبداع يمثّل تربيتي له