أعظم خمسين من قادة العالم
د. فهد الفانك
24-04-2015 03:42 AM
نشرت مجلة فورتشن الأميركية قائمة من 50 شخصاً اعتبرهم خبراؤها ومستشاروها أبرز قادة العالم. وقبل أن تبدأ بالترقيم المتسلسل للقادة المزعومين أوضحت الفرق بين القائد والمدير ، فالقائد يسيطر على الأوضاع ، والمدير يستسلم لها ويتحرك على ضوئها.
في افتتاحية العدد يقول رئيس التحرير إنه منذ شبابه كان يسمع ويقرأ أن الرئيس الأميركي يوصف عادة بأنه قائد العالم الحر ، ومع ذلك فإن اسم الرئيس الحالي باراك أوباما لم يرد ضمن أول خمسين قائداً عالمياً ، فهل يفتقر أوباما لمواصفات القائد أم أن المجلة منحازة ضده؟
معظم قادة العالم في قائمة فورتشن رجال أعمال ومدراء شركات كبرى، باستثناءات محدودة جداً ضمت محافظ البنك المركزي الأوروبي، ومحافظ بنك انجلترا، والبابا فرانسيس ، ورئيس وزراء الهند ، ورئيس المحكمة العليا ، ورئيس جمهورية الصين.
قائمة فورتشن ليست موضوعية، ليس فقط لأنها تعتبر القيادة هي النجاح في إدارة شركة مثل أبل التي جاء رئيسها على رأس القائمة وكأنه أهم قائد في العالم!
من ناحية أخرى فإن الغالبية العظمى ممن اختارتهم فورتشن كقادة للعالم هو من رجال الأعمال الأميركيين ، وكأنه ليس في العالم شركات كبرى ناجحة في أوروبا واليابان والصين وغيرها وكأن جميع زعماء دول العالم ليسوا قادة بل مجرد مدراء.
ومن دلائل انحياز المجلة أنها أفردت صفحتين للحديث عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ليس لوضعه ضمن قائمة قادة العالم ، بل للإدعاء بأن زعامته في انهيار، وأنه رئيس فاشل! ما زالت المجلة الأميركية تفكر وتتصرف تحت تأثير عقلية الحرب الباردة بين المعسكرين.
تضم قائمة فورتشن ممثلة ولاعب كرة سلة، وليس فيها اسم عربي سوى بيان محمود الزهار وهي محامية سعودية متخصصة بالدفاع عن حقوق المرأة ولم نسمع بها. وربما يعود الهدف من اختيارها التعريض بأوضاع المرأة في السعودية.
في بنية الدولة الأردنية يمكن التمييز بسهولة بين (القائد) الذي يحدد الاتجاهات ويأتي بالمبادرات وبين المدير الذي يتعامل مع الواقع كمعطى.
هذا لا ينتقص من أهمية ودور المدراء في السلطة التنفيذية لإدارة شؤون البلاد فنحن بحاجة إلى مدراء أكفياء يحولون رؤية وتصورات ومبادرات القيادة إلى حقائق على الأرض بقدر حاجتنا لمن يرسم خارطة المستقبل. الرأي