المقصود بالحزم و الأمل هو عاصفة الحزم وعاصفة الأمل ، وهي الحرب بين السعودية وحلفائها من جهة ، وبين اليمن ممثلة بالحوثين وقوات،علي عبدالله صالح مدعومة ايرانياً من جهة اخرى .
وانا هنا لا اتبنى او ادافع عن رأي أو موقف السعوديه او رأي وموقف الطرف الآخر ،ممثلا بإيران ، وإنما اتحدث كمراقب للمشهد من مواطن اردني من اصل فلسطيني عربي مسلم .
اعتقد ان نهاية المشهد قبل عاصفة الحزم هي قيام القوات الحوثية بعرض عسكري على الحدود السعوديه ، ما أوحى للطرف السعودي أنه تهديد للمملكة ، وهذا ما حدث بالضبط في المشهد العراقي سابقاً ، وقيل ان صدام حسين رحمه الله كان يهدد دول الخليج ،واعتقد ان المشهد العراقي في ذلك الوقت كان مقصودا ومخططا له ممن لهم مصلحة في تدمير العراق ،ودفعوا بذالك الأتجاه لأننا كعرب حقيقة نمتاز بالتهديد و الوعيد اللفظي دائماً ، وليس التهديد الفعلي وتنتهي المشكله بجاهة مخلصة للصلح وبكلام جميل، ولكن حصل ماحصل من انهاء صدام وتدميرالعراق والمشهد ماثل امامنا .
كل ذلك في النهاية صب في مصلحة العدو الصهيوني المتربص بأمتنا كلها ، واما في اليمن فالمشهد يعيد نفسه وتبدو العاصفة وكأنها دفاع عن النفس من جارٍ سيعتدي عليها ، ولكنني اعتقد ان الحقيقة غير ذلك ، وتبين ان الرابح الأول هو بائع الأسلحه وفي النهاية تفتيت لهذه الأمة، و زرع بذور الحقد و الإنتقام بين اطراف عربية مسلمة .
بعد ذلك جاءت عاصفة الأمل فماذا يعني ذلك ؟ يعني أن يتم وقف الحرب وان تعود كافة الأطراف الى الحلول السلميه ، وهذا ما طالب به اصحاب الرأي الراجح و المحب للأمه العربية وفي مقدمتهم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي أعلن موقف الأردن في هذا الإتجاه منذ بداية الأزمة .
نحن في الأردن حيث التفكير العقلاني والوسطية في الحسابات ، لا نستطيع ان ننفرد بقرارٍ حر بدون دفع الثمن ، ولهذا تدخلنا شكلاً وبدون مشاركه فعليه على الأرض في عاصفة الحزم .
ولكن الأمور وفي هذه المرحلة الحرجة ، فإن الدور الحقيقي والفاعل والمطلوب ، هو لمن يحب هذه الأمه ويقطع الطريق على المتربصين بها ، واعتقد ان الرأي الصائب كان لإيران وهو توجيه اليمينين لإستراتيجية الصبر ، ولو كان هناك رد من اليمنين ، لتطور الأمر خلافا لما هو عليه الآن .
لهذا اتقدم بتقديري لكل الوسطاء المخلصين لإنهاء هذه المصيبه و الكارثة ، وفي المقدمة ، سلطنة عُمان ومن معها ، واذا ما توفرت النوايا الصادقه فإننا سنصل الى حل يحفظ للجميع حقوقهم ، واتمنى ان لا يقوم الآخرون بصب الزيت على النار لتأجيج هذا الصراع الدامي ،ويكونوا قد حققوا لأعداء الأمة أهدافهم .
واخيراً اتمنى ان يكون للأردن دور الوسيط النزيه ايضاً ، لأن الأردن ونظرا لمكانة قيادته الهاشمية إقليميا ودوليا يحظى بقبول من جميع الأطراف ، وحتى لو كان هناك من تحيز لعاصفة الحزم ، واعتقد ان ذلك الموقف ( ولو اننا كنا لا نرغب فيه حتى نحفظ دورنا الآن كوسيط ) سهل تبريره للطرف الآخر .