لم يلق العرب ذات بال وهم في العادة لا يلقون بالا الا بعد فوات الأوان لتحذيرات الملك عبدالله الثاني بان هنالك مخططا إيرانيا خطيرا لإقامة ما يسمى بالهلال الشيعي ولقد مر هذا التحذير مرور الكرام على العرب فهم في غفلتهم يعمهون الى ان جاءت عاصفة الحزم التي أيقظتنا من غفلتنا وسكرتنا وكان من المفروض ان تحدث هذه العاصفة منذ زمن بعيد عندما فرضت ايران هيمنتها على لبنان ومن بعدها العراق وسوريا وأخيرا اليمن حيث زحفت النار من تحت العرب الا ان العرب استدركوا الامر فقامت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية لتطفئ هذه النار الفارسية.
لقد اتبعت إيران منذ زمن بعيد وحتى قبل مجيء الإسلام سياسة الاعتداء وعدم حسن الجوار مع امتنا العربية وشكلت مصدر خطر وعدم استقرار لمنطقتنا حيث قام الملك الفارسي سورك الثاني 391 م آنذاك، بغزو جزيرة العرب فقتل من العرب ما قتل وعمد إلى طمر المياه وردم الآبار، فقتل كل من وجده من العرب، فكان ينزع أكتافهم ويمثل بهم. وكان لشناعة هذه المجازر إثر سيئ في نفوسهم.
ازدادت في الآونة الأخيرة حدة الصراع والتوتر في العلاقات العربية –الإيرانية بصفة عامة، ودول الخليج العربية بصفة خاصة، وذلك لأسباب عديدة، يرجع بعضها إلى التطورات الاستراتيجية المتعلقة بتوازن القوى الإيراني -الخليجي، والإيراني -العربي، وهي تطورات عمّقت من الخلل القائم أصلا في هذا التوازن لصالح الجانب الإيراني.
وترتبط أسباب أخرى لهذا التوتر بعوامل ذات بعدين داخلي وخارجي وهو الطموح الإيراني القديم الجديد بالتوسع على حساب الدول العربية وقد تحقق لها ذلك في العراق وسوريا ولبنان وكاد ان يتحقق لها ذلك في اليمن لولا لطف الله ويقظة دول تحالف عاصفة الحزم.
أما المجموعة الثالثة من الأسباب، فترتبط بالأوضاع الإقليمية في المنطقة العربية، في فلسطين، ولبنان، والعراق، والخلافات العربية -العربية بشأنها، الأمر الذي أتاح الفرصة لإيران للتدخل لتوظيف هذه الأوضاع العربية، والتأثير على توجهاتها ومساراتها بما يتوافق والمصالح الاستراتيجية الإيرانية. وفى النهاية، هناك مجموعة من الأسباب المهمة التي تعود إلى الأوضاع الداخلية في إيران، سواء ما يرتبط منها بالصراع الدائر بين المحافظين والإصلاحيين، أو ما يتعلق بالتحولات في مراكز القوة في بنية النظام السياسي الإيراني، وصولا للمشكلات الداخلية المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة للشعب الإيراني.
لا شك في أن الدول العربية تتحمل مسؤولية في قيام هذا الوضع المزرى للواقع العربي حيث فتحت شهية إيران بالتمدد غربا وكانت مملكة البحرين الهدف القادم لا سمح الله بعد اليمن. فرغم وضوح الخلل في التوازن الاستراتيجي العربي -الإيراني، منذ فترة ليست بالقصيرة، فإن الجانب العربي لم يقم باتخاذ الإجراءات الملائمة لمواجهته بما لا يدفع أي طرف بالاعتداء على المصالح العربية.
ان حكوماتنا العربية تتحمل كامل المسؤولية امام شعوبها في لجم واستئصال السرطان الفارسي الأسود فيجب ان لا نأمن غدر ومكر اهل العمائم السود السرطانية وهم يستغلون نقاط الضعف في جسد امتنا العربية من الفرقة المذهبية وقد نجحوا في ذلك في عدة مناطق عربية وعلينا نحن العرب ان نستعيد ذاكرتنا بعيدة المدى في المقولة التاريخية والاستراتيجية الصادقة لسيدنا ا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بأن يجعل الله بيننا وبين فارس جبل من نار , ندعوا الله ان يجعل كيدهم في نحرهم وان يكشفهم على حقيقتهم الفارسية المجوسية وان يخلصنا من شر هذا النظام الفارسي المجوسي الكافر وان يطفئ نارهم المجوسية التي اوقدوها.. ان موعدنا الصبح اليس الصبح بقريب.