facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يقفون بين المرء وبطنه ..


27-04-2008 03:00 AM

عفوا أيها السمك لإزعاجكم ، لا نريد أن نصطادكم ، فقط اسمحوا لنا فقط أن نجفف البحر ، ولتكن لكم حرية العيش كما تشاءون ، فالبحر يا أسماكنا أصبح يشكل عبئا هائلا على كواهلنا ، ومصدرا لتلوث اقتصادنا ، ومياهه المالحة تمخر عبابها سفن القادمين من هناك والراحلين من هنا ، دون إذن من عجوزنا ، أو دمعة وداع من أمنّا ، فها قد كسُرت زجاجة القلب ، واجتثت الذاكرة من عقول أهل الساحل الطيبين .يا أيها المرضى .. لا تصرخوا ألما .. لتحلموا بالعلاج ، فقد سبقناكم بالصراخ والعويل أملاّ ، علنا نجد لهذا المأزق انفراج .. ولكنها لعنة النعاج .. تطاردنا كما لو اننا بقايا فرُس أو "سكناج " .. فما عادت الحياة مطلبا ، في ظل هذا الرفاهية المفرطة ، فأنتم من قلة الحيلة والإفراط في الفراغ تمارسون هواية المرض .. فاعذرونا لا وقت لدينا للهوايات وممارسة شعائر الوجع ، ولأننا نحبكم ونحب أن تكونوا كما انتم دائما ، فإننا سمحنا لكم بالبقاء على الأسرّة البيضاء ، تمارسون رياضة الاعتصار والالتواء ، واسمحوا لنا ثانية ان نأخذ "السقف" من فوق رؤوسكم .. فأجمل ما في الحياة أن يلاقي المريض رب السماء ، وهو مستلق ٍ في العرّاء .. وجهه أسود كالح ، تأكل جسده سياط الشمس ، وعينيه بيضاء.. يا أيها الضاحكون من شدة البكاء .. أمضوا الى سبيلكم ، فما عاد شيء في هذه الأرض يستحق البقاء .. واتركوني بلا وجع رأس ، ولا همّ ، أقضي ليالي العمر مع حفنة من نساء وقوارير الليلة الحمراء.

يا أيها الفقراء .. صوموا تصحّوا .. وما المال إلا " وسخ يدين " فلا تقربوا المال أو تلمسوه .. ومن هنا ، من هذه الأرض البلقاء .. أعلن لكم عن مقاطعة القروش و" التعاريف " التي كنتم تحلمون بها ، فانضموا الى حملة مقاطعة الرغيف ، فالحكمة الشعبية تقول : إن أوجعك بطنك فأهنه ، وهل هناك إهانة أكثر من حرمان بطونكم من بقايا الرغيف .. فلو كان الرغيف له قيمه ، ما رمت به " الخادمة " من شرفة الفيلا ، لكم على الرصيف ، واعذروني ، فنحن نمد يدينا الى فتافيت الرغيف ، وعيوننا تلتهم جسد الخادمة .. والألسن تزغرد بتعبير " يااا لطيف "" .

أيتها العصافير طيري كيفما تشائين ، وغردي بما تحبين ، من ألحان "الهجيني والشروقي والتراويد والتلاحين "، واشربي من ماء السماء ، ولكن احذري ، فهذه الأرض محرمة عليك فلا تطئين.

أيتها الخيول ، سابقي الريح ، واصنعي أشرعة ، وجوبي أطراف " الديرة " فلن ننسى معروفا صنعتيه يوما لنا ، فكم ركبناك ، وكم طعّنا بالرماح إذ امتطيناك ، وكم قتلنا الشباب في ساعديك ، ولم نسمع منك بكاء ، ولم يتدارك الى مسامعنا شكواك ، فيا الله ما أحلاك .. ولكن اسمحي لنا ، بكل محبة واحترام ، أن نطوي هذا المضمار من تحت حوافرك الأصيلة .. فكما تعلمين بأن تقاليدنا تحتم على الفارس أن يصدع لأمر القبيلة .

يا أطفالي تعلمنا في المدارس إن أضلاع المثلث ثلاثة ، ولكن التطور قد طور هذا المثلث ، فأصبح تسع وتسعون ضلعا ، ما بها ضلع قاصر ، والمائة منها رأس الحربة ، كلها تسبّح بحمد التطور والتقدمية ، حتى أهداها التقدم تطورا ، فأصبح المثلث مربعا ، وأصبح المربع دائرة ، أولها سمسار وآخرها مسمار ، فأما أن تخنع أو تـُقلّع .. ولك حرية الإختيار يا أبني في أي أرض تحب أن يكون " المهجع " ؟ .

يا أولادي لا تنسوا .. إن هناك حوضا في بلادي ، يسمى " الديسي " .. لعنك الله يا إبليسي ، توسوس لي دوما بما يحزن ، .. يا أولادي تذكروا إن أبيكم لم يكن يمتلك قرشين هما أجرة الدونم في ذلك الحوض المنسي .. وعليه فقد ضاعت أحلامي في زراعة القمح والشعير ، وضاعت أحلامي في امتلاك سرير .. مجرد سرير ، في أرض عراء أملأها شخير ، فالشخير يا أولادي ينجب شخير ، والشخير الأبن سيكون يومها شيخ مشايخ المشاخير ، فهؤلاء يا أولادي هم تراثكم ، وهم ساداتكم ، وهم تقاليدكم ، وهم عاداتكم .. وبلدتهم تسمى " مناخير" .

يا أيها الأولاد الصغار ، احفظوا حكمة الكبار ، فالكبار يعرفون الكبار ، فكما يعُرف الجبان في المعركة ، فإن الذهب يعُرف بالنار ، سيأتي عليكم يوم ، نهاره ليل ما بعده نهار ، لا الشمس فيه تدرك القمر ، ولا الدماء حينها فيها احمرار ، دم ذلك اليوم أزرق ، وقد يكون "أشقرا " ولكن ليس فيه اصفرار ، وستكون حينها السواعد السمّر قد ذابت في "الانصهار " ، وستكون ذكرانا فقط سحابة يوم في أيار .. فلا تسفكون دموع بعضكم ، فدموعكم حرام عليكم ، فلا تجعلوها على الذكرى تراق ، وإلا فلتحجزوا مكانا في الطابور " الأونروي " وبأيديكم الأوراق ، لتشحذوا حفنة من طحين ، وستفضحوننا حينها أمام ذلك الطحين ، فهو أبن قمح الديسي المسكين ، الذي سرقته دفاتر الشركات كما سرق القرامطة الحجر الأسود من الكعبة المشرفة .

يا أولادي عليكم بالوطن .. لا تتركوه مرتهن ، للتاجر ، والمرابي ، والمستثمر المستتر ، الذي لا نعرف منه سوى إسم الإشارة .. التفوا حوله ، وموتوا على ترابه ، فأجدادكم أكلوا من لحم أكتافهم ولم يخونوا العهد أو يعلنوا الإضراب ، فأنا وانتم وكل من فوق التراب الى التراب .. واعذروني فأنا "ذاهب الى البحر كي أغني " ولتحملني سفن الذاهبين الى موزمبيق .

royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :