ايران .. النوايا والخفايا
د. عدنان سعد الزعبي
23-04-2015 04:12 PM
لماذا تريد ايران استعراض القوى والاعلان عن وصول صوريخ اس 300 المضادة للطائرات ؟ لماذ تشرع سفنها في الخليج باتجاه اليمن وهي تعلم ان التحالف لن يقبل بعد الان اي تدخل ايراني في اليمن وبعدها لبنان وسوريا وبعض دول الخليج.
ايران تدرك تماما انه ما زال بيدها بعض الاوراق التي يمكن لعبها خاصة بعد ان حصلت على اتفاق مبدئي حول موضع الطاقة النوويه وبالتالي عودة الحياه الاقتصادية وانهاء المقاطعات والحضر الذي عانت منه اشد معاناة. ايران تلعب الان على ورقة الوقت فهي تريد ان تمضي الايام لكنها لا تريد ان تقدم تنازلات كثيرة فرضه عليها الغرب وامريكيا وحصول هذه الدول على ضمانات ايرانية بالتوقف عن الفكر التوسعي وتهديد الامن في المنطقة وخاصة موضوع اسرائيل فايران تريد ان تخيف المنطقه وهي قاصدة منذلك حتى تتحدث بلغة الاقوى الذي يفرض الشروط ؟،. ايران تعرف ان ورقة سوريا وورقة العراق وحزب الله والحوثيين يمكن ان تشكل لايران رافعة تحمل دفاتر التفاوض مع امريكيا واروبا والعرب ايضا.
ايران تعرف بشكل كبير ان الاعتماد على حصان الروس مسألة غير مجديه، فالروس يبحثون الان عن تسوية اي كانت شكلها لانهاء قضية اكرانيا وايقاف العقوبات التي فرضت على موسكو ولهذا فان مد اليد للامريكان والتنازل عن بعض المطالب والتحول الى الشريك الاكبر مسألة تعيش في ذهن الساسة الايرانيين، لهذا تجدهم يتعاملون مع المحيط الجيوسياسي بنمط من العصا والجزرة، فانهت مشاركة الباكستان في عاصفة الحزم واحبطت من عزائم بعض الدول الافريقية لكنها بنفس الوقت ارسلت برسائل قوية للامريكان ولعرب الخليج مفادها قوة ايران وقدرتها على تحقيق تطلعاتها، فلا يجوز النظر لايران على انها دولة استسلمت.
الاسرائيليون غاضبون جدا من الاتفاق النووي، ويعتقدون ان الادارة الامريكيه ردت على التحدي الذي اظهره نتنياهو امام الكونغرس الامريكي والعصيان الذي كرر فيه اليهود انتخاب من يرفض الفلسطينين وينفي اقامة دولة لهم.
ولكن هل لايران اطماع سياسية بعيدة المدى، وهل ستواجه المشروع التركي الذي طرحه تورغت اوزال وكرره اوغلو حول احياء امبراطورية الدولة العثمانية، وهل الدولة الفارسية التي يحلم بها الايرانيون ستكون بمواجهة الطرح التركي؟
ان اكتفاء العرب بالمشاهده وانتظار مصيرهم غير المعروف شكل هاجسا عظيما عند الانسان العربي وشكل ايضا احباطا اكبر عندما شاهد التمرد والعصيان والانفلات والفوضى التي عمت معظم الدول العربية باسم الربيع او ما يسمى بالمخطط التقسيمي الجديد.
ان موقف الاردن من داعش والزلزال الذي احدثه الاردن بعصابات داعش كان بداية الشرارة التي اكدت فيها الاردن للدول العربية امكانيتنا كامة من ان ندافع عن انفسنا ونرد الصاع صاعين وان نوقف كل محاولات التلاعب بنا فانبثقت عنها عاصفة الحزم وبدأت الارادة العربية بالتشكل واظهار الثقة بالذات وتجميع الراي والمشورة واتخاذ القرار الصائب. عاصفة الحزم ليست معركة شاملة بالمعنى الحقيقي بل, دروس مقروءة لمن يعتقد ان العرب لقمة سهله، فبدأوا بتشويه الاسلام، واساءوا للفرد المسلم والعربي حتى قتل ابرياء في شوارع امريكيا وبدم بارد.
ايران تتقن البروبغاندا وهي لا تستطيع توريط نفسها بحرب قد يقف العرب جميعا ضدها، لكنها تريد مسك العصا من المنتصف وهي تمد اليد اليمنى للسلام والتحية وبنفس الوقت ترفع باليد اليسرى البندقيه فتحسن باعتقادها شروط التفاوض وتحصل بذلك مكتسبات كثيرة نعرف تماما غايات ايران من استعرض القوى وابحار سفنها المراقبة من قبل الاسطول الامريكي لكنها تؤكد للامريكان انها تريد حماية مصالحها وسفنها في باب المندب.
الاساس الان ان نعود للتصالح مع انفسنا وانجاح فكرة الجيش العربي المشترك واعادة فرض الهدوء وحماية المدنيين في كل الدول العربية وبالتالي انهاء حالة التوتر التي تهدد الكيان العربي ككل. بوادر مريحة لكن الحذر والعمل بجدية مطلوب بشكل اكبر واكثر.