من عاصمة الضباب الى عاصمة الاحباب
الاب محمد جورج شرايحه
23-04-2015 03:53 PM
من لندن عاصمة البرد والضباب الى عمان عاصمة الحب والسلام رحلة طويلة ربما بحسب ابعاد الزمان والمكان بالسرعة والمسافة أي فيزيائيا ولكني اقصد البعد الوجداني في فكر كل من ينتمي للحضارة العربية العريقة في بلاد العرب اوطاني وبين من ينتمي للحضارة الانجليزية الراسخة في اعماق التاريخ الماضي.
بين تفوق الانجليز في العلوم والتكنولوجيا وبين تفوق العرب في علوم الاجتماع والاسرة تبرز اولوية الحضور الانساني في قضية كينونة المرء بين رغد العيش وبين غزارته اجتماعيا.
فما فائدة كل التطور العلمي والتكنولوجي اذا لم ترافقة حالة اجتماعية متميزة للعلائق البشرية من تقدير وعرفان واهتمام الى رسوخ قيم الحب والجمال في وجدان المرء الباحث قبل كل العلوم عن دفء الاخر الغني المكمل العاطفي الحقيقي القائم على مؤسسات حقيقية ترعاه وتثبت اواصر عقيدته.
واكاد اشعر ان لبرودة الطقس هنا في لندن علاقة ببرودة المشاعر لديهم ولفتورة العلاقات الاجتماعية فيما بينهم وان لحرارة الصحراء العربية علاقة بدفيء المشاعر لدينا.
بين مدينة البرد القارص والسيارات الفارهة والعمارات الشاهقة ومعرض الالماس ودور الابرا ومتاحف الشمع والكنائس الفارغة من المؤمنين وبين مدن وقرى وبوادي بلادنا فأن الحكاية تختلف في الوجدان الشخصي لكل فرد بحسب نشأته الفكرية والحضارية فبالنسبة لي افضل هذا التناغم المجتمعي العربي عن كل مفاتن حضارتهم الشمعية.
واخيرا ما لفت انتباهي قرب السماء في لندن من الارض.
فان لخطوط العرض اهميه كبرى كعامل يتحكم فى الشمس وسمائها حيث ان القرب او البعد من خط الأستواء يترتب عليه ان الأشعاع الشمسى يشتد كلما اقتربنا من خط الأستواء والعكس صحيح وذلك بسبب اختراقها سمك اقل من سمك الغلاف الجوى كما انها تسقط على مساحه اقل وكذلك فإن فقدان الأرض لحرارتها نتيجه لاشعاع الأرض تتأثر بخط عرض اذا ان الحراره الفعليه هى خلاصه الفرق بين ماتكسبه الارض عن طريق الشعاع الشمسى وماتفقده عن طريق الأرتفاع الأرضى هذا كلام علمي محض ولكن ما يهمني هو تسبيح الله الخالق في هذه الطبيعة الرائعة الخلابة حيث استطيع ان اصرخ له واقول
انت يارب المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع إلى الدهر والأبد
كسوتها الغمر كثوب. فوق الجبال تقف المياه
من انتهارك تهرب، من صوت رعدك تفزع
تصعد إلى الجبال. تنزل إلى البقاع، إلى الموضع الذي أسسته لها
وضعت لها تخما لا تتعداه. لا ترجع لتغطي الأرض
المفجر عيونا في الأودية. بين الجبال تجري
تسقي كل حيوان البر . تكسر الفراء ظمأها
فوقها طيور السماء تسكن. من بين الأغصان تسمع صوتا
الساقي الجبال من علاليه. من ثمر أعمالك تشبع الأرض
المنبت عشبا للبهائم ، وخضرة لخدمة الإنسان، لإخراج خبز من الأرض
ليمجد اسم الله في خلائقه اينما كانوا في بلاد العالم.