تردّد الخبرُ وحارْ .. راجعَ نفسه عدّة مرات... قرٌر الصمود ثمّ الانسحاب..
قرّر المواجهة .. ثمّ الفرار .. رآها من بعيد تخبزُ كعك العيد..
ورأى الجدران!
صورةٌ يعرفُ ملامحها تماماً .. على الجدران..
ملامحٌ جميلة .. ووجهٌ وسيم ..وغرامٌ بالانتظار ..
وأرواحٌ تنتظر لحظات العشق والوِصال..
لتتجسّد لِلِقاءِ غرام والوجه الوسيم ...
العائق الوحيد أن الوسيم ..
لم يَعُد جسدا..
هُوَ أصبح أكثرَ وسامَةٍ ..
بلا جَسَد ..
والتقى بأرواحِ من كانو سيكونون أولاده..
وكان الوسيم فَرِحاً ... بِلَقائهم ..
وفرِحَ أكثر ..
بـأنهم بلا جسد ...
كيف لِلْخبر أن يَحرِمَ من تَخبز كعك العيد ... فَرْحَتَها ..
والغرام لِلَحظات اللقاء...
وكيف للخَبرِ أن يُحرّر الأحلام من قيودها ..
وكيف لِلْخبر أن يُعلِنَ " ذهب الجسد و ما عاد الوطن"
جسدٌ اَخَرْ رَحل ...
والوطن ما زال كالحلم ...
انتَبَهَت مرأة العيدِ للخَبَرْ ..
وتلاقت الأعين
وفيها كثيرٌ من الأملْ..
انتبهت المرأةُ لِتردد الخبرْ...
فَرَكَعَت بِجانِبِ الجدران..
فقٌبلَت الصوَر ... وبكى الحجرْ ..
لَمْ يبق لهذه المرأة سوى الصوَرْ..
وذكرياتُ رَحَمٍ احتَضن تلك الروح وذات الجسد!!..
فأطلقتْ صرخة .. سَمِعَتْها السماء....
وأطلَقَت المطرْ...
وعانقت الجدران الصورْ...
والمرأة تقٌوست .. كَجَنينٍ احتضرْ..
تسألُ الخبر بصوت كتردد الخبرْ..
أهناك جسد؟؟؟ ...
فحضنتها السماء.. وارعدَت عالياً...
كي لا تسمع المرأة الخبر... ..
لا جسد!!!!
لا داعي لحفر قبرٍ لأحدْ... .
قبورنا امتلئت..
"وما عاد الوطن"
وطنٌ امتلأ بألأجساد والأشلاء..
"ما عاد الوطن"
بل عاد وتكرّر الخبرْ...