"عاصفة الحزم" ما قبْلها وما بعدها !
صالح القلاب
23-04-2015 04:51 AM
حتى نعرف ما حقيقة «عاصفة الحزم» وما يمكن أن تحققه في مرحلتها الثانية, علينا أنْ نتذكر أنَّ اليمن, قبل أن تبدأ هذه «العاصفة», كانت محتلة احتلالاً كاملاً من قبل تحالف الحوثيين مع علي عبد الله صالح وأنَّ الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي كان قد أُضطر للفرار بنفسه وبقراره إلى خارج بلده بعد فرض الإقامة الإجبارية عليه في صنعاء وبعد مطاردته في عدن وبعد حجز حكومته واعتقال رئيسها وعدد من أهم وزرائها وكل هذا وبينما كانت الأسلحة والصواريخ تنقل في هيئة جسر جوي من إيران إلى العاصمة اليمنية.
كانت اليمن قبل أن تبدأ عمليات «عاصفة الحزم» مستودعاً كبيراً للمتفجرات والأسلحة الثقيلة والصواريخ الـ «بالستية» وكان عبد الملك الحوثي يتصرف وكأنه يرث الأرض ومن عليها وكانت إيران قد استكملت استعداداتها لتلحق هذا البلد العربي بالعراق وسوريا ولبنان وكانت تقترب من خليج عدن «باب المندب» وكانت أعلامها, كما قال رئيسها حسن روحاني, ترفرف على قطعها البحرية المتجهة نحو البحر الأحمر ونحو البحر الأبيض المتوسط .
كان الإيرانيون يغضون الخطا لاستكمال هلالهم «الشيعي» وكانوا على وشك إعلان قيام الإمبراطورية التي قال مستشار الرئيس الإيراني علي يونسي أن بغداد ستكون عاصمتها.. إنَّ هذا ليس مجرد كلام يقولونه من أجل تخويفنا كعرب بهدف ابتزازنا وفرض شروط جائرة علينا ليس في العراق وسوريا وفي اليمن وبعض دول الخليج العربي فقط وإنما في المعادلة الشرق أوسطية كلها وذلك على اعتبار أنها قد حققت حلم الشاه محمد رضا بهلوي الراحل وأصبحت شرطي المنطقة بمباركة أميركية وضمْت بعض الدول الإقليمية المؤثرة والفاعلة .
بعد «عاصفة الحزم» ما الذي استجد وما الذي حصل..؟!
الذي استجد هو أنَّ العرب قد شعروا بوجودهم وبأنهم قادرون على إثبات أنهم الرقم الرئيسي في معادلة هذه المنطقة والذي استجد هو أن إيران أدركت أن يدها ليست مطلقة وأنها غير قادرة على أن تفعل ما تشاء وأن تختطف اليمن كما اختطفت العراق وسوريا ولبنان والذي استجد أنه تم تدمير كل الأسلحة وكل مستودعات الصواريخ التي كان يملكها الحوثيون وجماعات علي عبد الله صالح والذي استجد هو إلحاق هزيمة بتحالف الحوثي و الرئيس «المخلوع» والذي استجد هو المحافظة على الشرعية اليمنية التي من المفترض أن تكون عودتها إلى اليمن وصنعاء قريبة.
ثم وإن الذي استجد أيضاً هو القرار رقم (2216) الذي أصدره مجلس الأمن الدولي والذي سيكون المرجعية الرئيسية لإعادة بناء اليمن دولة وكياناً وإمكانيات وكذلك فإن الذي استجد هو أن «عاصفة الحزم» هي التي دفعت قمة شرم الشيخ الأخيرة لاتخاذ قرار تشكيل القوة العسكرية العربية التي ناقش رؤساء الأركان العرب حيثياتها أمس في القاهرة والذي استجد هو أن كل هذا الذي جرى سيعزز القناعة بضرورة حسم الأمور في سوريا وتخليص هذا البلد العربي من كارثة, سببها نظام بشار الأسد, بقيت مستمرة لأربعة أعوام وأكثر.. إن هذه هي الحقيقة والحقيقة إن ما بعد «عاصفة الحزم» يختلف إستراتيجياً عما قبلها ليس في اليمن فقط وإنما في الشرق الأوسط بأسره والمنطقة العربية كلها . الرأي