يتساءل المرء: لماذا دبت الخلافات الشديدة في الجسم النقابي العربي ومنذ نحو ربع قرن والتي ادت الى انشقاقات في عدد من الاتحادات المهنية العربية.. ودون ان تجدي التدخلات و الوساطات وعمليات الاطفاء.. ؟!

هذا الفلتان في «الجسم النقابي العربي».. جاء بعد ان وضعت حرب الخليج الثانية اوزارها على العراق عام 1991، ومرورا بحصاره على مدار ثلاثة عشر عاما وانتهاء بسقوط بغداد في نيسان عام 2003 واعتقال الرئيس العراقي صدام حسين وإعدامه، ، وقيام الحاكم الاميركي للعراق بريمر بحل النقابات المهنية العراقية وضرب مقراتها بصواريخ توماهوك وغيرها من الاسلحة الفتاكة.. تماما كما فعل عند حله للجيش العراقي من اقوى الجيوش العربية..؟!

وهنا يتساءل المرء: لماذا حدثت هذه الانشقاقات في الاتحادات المهنية العربية بعدما تعرض له العراق من حصار وغزو واحتلال لعاصمته ولم يحدث عندما أحتلت القدس وبيروت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي عامي 1967 للقدس و1982 لبيروت..؟! والجواب ان سقوط بغداد هو «سقوط الأمل»..!!؟؟

ان المتتبع «للحراك» في الجسم النقابي العربي يشهد «مثلثا» له «السطوة والتحكم» في هذه الاتحادات وهذا «المثلث» الذي يشبه قواعد «قدر الطبخ» يتمثل في ثلاث عواصم هي: بغداد والقاهرة ودمشق، فالصراع على المناصب الهامة كالأمين العام والرئيس تكون دوما في هذه العواصم فقط وان جرى تقليد عاصمة اخرى لهذين المنصبين الهامين بالسر والعلن يكون في الغالب بدعم ورضى ومساندة من هذه العواصم الثلاث، وقد شهدت ذلك اثناء تغطيات صحفية لمؤتمرات اتحادية للنقابات المهنية العربية عقدت في القاهرة ودمشق وبغداد وعمان والدار البيضاء وغيرها.. حيث أختير الدكتور باسم الدجاني نقيب الاطباء الاردني امينا عاما للاتحادات المهنية العربية.. وسبقه طيبو الذكر المرحوم الدكتور حسن خريس امينا عاما لاتحاد الاطباء العرب.. والدكتور أحمد القادري امينا عاما لاتحاد اطباء الاسنان العرب، والمهندس عوني الساكت رئيسا لاتحاد المقاولين العرب وغيرهم.. وبرغبة وارادة القاهرة ودمشق وبغداد حيث غابت الاخيرة عن الحركة النقابية العربية هذه الايام بسبب الاحتلال والذي بقيت اثاره..مستمرة حتى الان..!

Odeha_odeha@yahoo.com