أربعة أخبار تداولتها وسائل الاعلام في الساعات الماضية، كفيلة وحدها بأن يصوم الأردنيون عن الأكل الدهر كلّه، وتتوقف الأسئلة عن سبب ارتفاع نسب الاصابة بالسرطان بينهم، ويقرف الانسان من شراء ساندويشة من أي مطعم مهما تعددت درجات نجومه.
ليس هذا فحسب، بل تستطيع هذه الأخبار أن تضرب أفضل موسم سياحي حتى لو دُفع على ترويجه مليارات الدنانير، ولو لم تبق دول أخرى غيرنا آمنة ومطمئنة في المنطقة، ولو انقطعت المناطق السياحية ولم يبق سوى مناطق الاردن الجاذبة.
والأهم؛ سمعة الخضر والفواكه الأردنية لن تقوم لها قائمة في الدول التي تستوردها، وقد عانى المزارع الأردني سنوات طوال من سوء السمعة بعد نشر أخبار في وسائل الاعلام، ثبت في النهاية أنها غير صحيحة وتعتمد على تقارير مغلوطة، حول اعتماد المزارع الاردني على المياه الملوثة في سقاية منتوجاته، واستخدام غير طبيعي للهرمونات في الزراعة الاردنية.
الأخبار الأربعة، التي نشرت أمس، كان الاول؛ حول ضبط كوادر الصحة والسلامة العامة بمديرية صحة الزرقاء 9 آلاف علبة فول فاسدة، غير صالحة للاستهلاك البشري، في مستودع مخصص لتوريد مواد غذائية، بعد أن بين الفحص وجود حشرات ميتة داخلها، والثاني؛ تم ضبط قرابة 7 آلاف عبوة مياه مزورة داخل مستودع في الجبل الشمالي بالرصيفة، كل عبوة تبلغ سعتها 10 لترات مطبوع عليها مياه زمزم من المملكة العربية السعودية، لكنها في الواقع معبأة في الأردن، وبعد فحص عينات المياه ثبت أنها ملوثة ولا تصلح للشرب.
اما الخبر الثالث؛ فتم ضبط وافد يقوم بتجميع بقايا الدواجن وجلودها من حاويات النفايات ومن محال بيع الدجاج الطازج التي تقوم بتسحيب الدجاج، ويجمعها ويبرّدها ثم يقوم بطحنها وصناعتها على انها كباب دواجن، يبيعها للمواطنين في الزرقاء بنصف دينار ثمنًا للساندويشة، بواقع 30 ساندويشة يوميًا.
والخبر الرابع؛ حول البطيخ المهرمن، وقيام وزارة الزراعة باتلاف نحو 5 أطنان لعدم مطابقتها المواصفة الاردنية، مع ان البطيخ الأردني من أفضل المنتجات في المنطقة، ويصدر للعراق والخليج، كما تقول وزارة الزراعة.
إذا تهاوت منظومة الأخلاق العامة، وانعدم ضمير الشخص الذي يوفر غذاء المواطنين، ولم تعد تردعه القوانين الوضعية والأخلاق عن المتاجرة بأرواح البشر، ويقوم باطعامهم مواد فاسدة، فكيف ستعالج هذه الاوضاع؟.
إذا وصل الخراب إلى المتاجرة بالمياه الملوثة على أنها مياه مباركة ومن نبع زمزم الذي يسافر له الحجاج والمعتمرون آلاف الكيلومترات، فماذا ننتظر في الايام المقبلة؟.
وإذا كانت ساندويشة الفول أو الشاورما أو الكباب لا يضمن المرء صلاحيتها، ويأكلها بما احتوت من حشرات ميتة، او جلود الدجاج من حاويات النفايات، فكيف لا تزداد الامراض والاوبئة في بلادنا.
يا رب رحمتك…!؟ العرب اليوم