facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




"على أن قرب الدار .. "


صبري الربيحات
21-04-2015 09:22 PM

"على أن قرب الدار ليس بنافع..
إذا كان من تهواه ليس بذي ود"

التراث العربي والإنساني غني بالقصص والروايات والاشعار التي تصف علاقات الجوار.. بعضها ود واحترام وبعضها دفء ومحبة وفي بعضها برود وجفاء او تقلب بين هذا وذاك.

في تاريخنا أيضاً ان والياً على احدى الولايات احب امرأة ذات مال وجاه ونسب لكنها اعرضت عنه فتزوجت غيره وبعد ان مات زوجها الاول تزوجت رجلاً ثرياً آخر الى ان مات هو الاخر.. فحضرت الى المدينة الواقعة تحت ولاية الرجل الذي احبها واعرضت عنه... فقال مساعد الوالي للوالي المتيم اتعلم يا سيدي أن فلانة في الديار... اظن انها تحبك... فاجاب الوالي مساعده شعرا وقال ساقول لك ما قاله الشاعر قيس بن الملوح "على أن قرب الدار ليس بنافع ... اذا كان من تهواه ليس بذي ود".

في العلاقات العربية العربية هناك اشياء كثيرة يصعب فهمها دون تحليل معمق للخطاب والافعال واللاعبين ومصالح الاطراف واوجاعهم واولوياتهم في اطار الجنسية الثقافية العربية.

ففي الوقت الذي يتحدث الجميع عن الاخوة العربية والاهداف المشتركة والآمال التي تملأ صدور الناس واحلام لا تنتهي بالمجد والعز والرفاه؛ نجد ان الممارسات العربية او بعضها لا تدعم هذه الاقوال والاحلام والادعاءات.

السؤال الذي على معظم الالسنة: لماذا يتحدث العرب في اجتماعاتهم عن العمل المشترك والاهداف والاخوة والوقوف الى جانب بعضهم البعض دون ان نشهد الكثير من الافعال التي تؤيد الاقوال؟

لا استطيع ان افهم أن تعاني بلد مثل الاردن من ازمات في الطاقة وهي تجاور اهم مصادر الطاقة في العالم.. ولا اهتمام يذكر في الصيحات التي يطلقها الأردنيون في وادي لا صدى.. كما يقول او يغني محمد عبده.

اليوم جرى بحث هذه القضية على طاولة غير رسمية بحضور بعض الاصدقاء وشخصيات من اهل الفكر والاهتمام والقلم وممن يعرفون بالشأن العربي..

يرى البعض ان العلاقات العربية العربية مختلفة في حقيقتها عن ما يصرح به لوسائل الاعلام.. والقى البعض اللوم على القائمين على السياسة الخارجية وتجاهل البعض لهذه القضايا على اهميتها.. هناك من يرى تعثرا او غيابا للرؤية لتطوير علاقة يطمئن لها الشركاء العرب..

البعض يعتقد أن سرعة الحراك الدبلوماسي الاردني واستداراته على الساحة الاقليمية ازعج وقد يزعج بعض الاشقاء العرب.. مع ان اشقاءنا العرب يستديرون كما يحلو لهم وبسرعة تتفوق على سرعتنا احيانا.

مع وجود ارضية لكثير من الآراء التي يمكن ان تطرح في هذا الشأن الا ان بقاء الاردن خارج المنظومة الاقليمية العربية موضوع يستعصي على الفهم... تماما مثل خطورة استبعاد اليمن والعراق من المنظومة الخليجية عند تأسيسها..

واليوم وبعد اكثر من ثلاثة عقود تبين للمراقبين والمهتمين ان من الصعب للاقليم العربي ان ينأى بنفسه عن مشكلات واضطرابات تتوالد على منافذه وبواباته.. لقد كان اهمال الشأنين العراقي واليمني كل هذه السنين خطأ تاريخياً دفعت نظم المشرق العربي والامة العربية وستستمر لعقود في دفع ثمنه.

على صعيد آخر اثبتت التجربة ان في ابادة الجيوش او حلها او خلق ميليشيات جديدة لتحل محلها، مخاطرة كبرى دفعت ثمنها المجتمعات التي عاشت التجربة في العراق وليبيا وربما سيحدث ذلك في اليمن.

تدمير الجيش واسلحته وتنظيمه ومحاولات خلق جيوش بديلة لا يسهم في تغذية الاقتتال في البلدان بين مئات الجماعات فحسب، بل سيفتح شهية كل الطوائف والجماعات على ان تنقض على السلطة وتحاول انتزاعها والاستيلاء عليها كما حصل في ليبيا ويحصل كل يوم.

اظن ان اليمن دخل في حوزة مجلس التعاون وعهدته ليس لادراك الخليجيين اهمية اليمن كشريك استراتيجي ولتوافر عناصر الوحدة واسس التعاون بل لاستكشاف الخليج المتأخر للخطورة التي تولدت عن تجاهل تأخر انضمامها للمنظومة وتعطل التنمية في البلاد التي تحدث القرآن والتاريخ عن اهمية رحلات الشتاء والصيف للبلاد التي عرفت السدود وتوجت الملكات قبل ان نعرف البحار ونركب الامواج بعشرات القرون.

الحوار العربي العربي يحتاج الى روح جديدة تبلور الاهداف المشتركة وتؤمن باهمية الاعتماد المتبادل ويسعى لتحقيق المصالح المشتركة.. في التجربة الاوروبية سعت منظومة الامن والتعاون الى تحقيق ما اطلقوا عليه "امن الجوار" وهو برنامج يعالج كل الاخطار التي قد تؤثر على الاستقرار والامن الانساني .. البطالة والفقر والجهل والتطرف في الدول المجاورة خطر لا يقل عن الاخطار الواقعة في حدود كل دولة وينبغي التعاون على مجابهتها.

لا يمكن للامن العربي ان يتحقق اذا لم تتجاوز البلدان العربية المناكفات وتتوقف عن تجاهل خطورة الواقع.. فاللقاءات البروتوكولية واحاديث المسايرة لا تقدم حلولا لمشكلاتنا المعقدة في عالم سريع التغير... خصوصا وان العالم يتهمنا باننا اصبحنا نستعيض عن الافعال بالاقوال.





  • 1 حمدان 22-04-2015 | 02:50 PM

    الاسر الكبيرة تمثل الاسر الصغيرة ، فالنشخص علل الاسر الصغيرة سنجد حينها علل الاسر الكبيرة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :