"عبد السلام المجالي" يحاضر في جامعة البترا
20-04-2015 07:13 PM
عمون- أكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي على ضرورة تضافر الجهود الأردنية لتحصين الجبهة الداخلية من مخاطر ما يحدث بدول الجوار من حروب ونزاعات تسببت في فقدان الامن والاستقرار واراقة دماء شعوبها.
وأضاف خلال محاضرة له في جامعة البترا ضمن سلسلة حوارات البترا الجامعة، بعنوان "تحصين الجبهة الداخلية "شارك فيها أعضاء جمعية الشؤون الدولية، الدكتور عزت جرادات والدكتور إبراهيم بدران، ومدير الأمن العام الاسبق الفريق متقاعد فاضل علي فهيد، أن ما تقوم به قواتنا المسلحة الاردنية من جهود كبيرة في حفظ أمن الوطن واستقراره يحتاج إلى تعزيزه من قبل الشعب الاردني ووسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني، موضحا ان الجندي الاردني يحتاج الى دعم معنوي لاستمراره في عمله البطولي.وأكد المجالي كذلك على ضرورة الاستمرار بالإصلاح السياسي والاقتصادي وتعزيز مبدأ العدالة بين ابناء المجتمع مع المحافظة على امن الوطن واستقراره من النيران التي تحيط بنا مشيرا الى ما يحدث في لمشهد السوري والعراقي.واوضح، ان الجبهة الداخلية المتينة ووعي وشعور المواطن الأردني بالمسؤولية يسهم اسهاما كبيرا في تحصين الجبهة الداخلية ضد الاحداث التي تعصفبالمنطقة.واشار الى اهمية تفعيل دور الشباب ومشاركاتهم ودور الاعلام واسهامه في التنمية وضرورة أن ينأى بنفسه عن المبالغة والتهويل في نقل الاخبار.
من جهة أخرى تلا الدكتور إبراهيم بدران بيان جمعية الشؤون الدولية حول تحصين الجبهة الداخلية وقال ان المنطقة تمر بفترة غير مسبوقة من عدم الاستقرار أثرت على دولها تأثيراً سلبياً وبدرجات متفاوته وصلت حد انهيار بعضها وتكاثرت الحركات ذات الفكر المتطرف والتكفيري التي أخذت تمارس الإرهاب بأبشع صوره تحت غطاء الدين وتعاظمت الانقسامات الدينية والمذهبية والطائفية والقومية التي غذتها جهات أجنبية مشبوهة، ولفت البيان إلى المشاكل الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة واتساع مساحات الفقر التي يعاني منها الأردن على الرغم من ذلك تحرك الأردن نحو الإصلاح بشكل ملحوظ ومبكر وان هناك توافقاً وطنياً على الثوابت الأردنية المتمثلة بالنظام الملكي الهاشمي والدولة الدستورية ووحدة المجتمع الأردني، وأضاف إن مجريات الأحداث في المنطقة تبين إن فترة عدم الاستقرار والصراعات المذهبية والسياسية والتدخلات الأجنبية قد تستمر لعدة سنوات، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والإجراءات التعسفية التي تمارسها السلطات الإسرائيلية وخاصة في الأماكن المقدسة والاستمرار في قضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء المستوطنات عليها ، وأضاف البيان، كل هذا يعتبر تهديداً لأمن الأردن وسبباً جوهرياً ليس في عدم الاستقرار فحسب بل وانتشار الإرهاب بكافة أشكاله، وعليه فإن الأردن لا يستطيع الاطمئنان إلى أن النار ستبقى خارج حدوده إلا بتعزيز صمود الجبهة الداخلية وجاهزيتها لتتمكن من دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والوقوف معها صفاً واحداً للمحافظة على أمن واستقرار الأردن، وأكد البيان على أن عدم استقرار المنطقة والصراعات الدائرة جاءت نتيجة حتمية للإخفاقات العربية المستمرة سواء أكان ذلك في وضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة المشروع الصهيوني التوسعي أو بما يتعلق بتطوير أنظمة الحكم في كل دولة، مما أدى إلى شعور الناس باليأس والإحباط وظهور التطرف والإرهاب وتدخل أطراف متسترة الغايات والأهداف غير محددة الهوية عملت على تغذية عناصر التطرف والإرهاب من أجل خدمة مصالحها، الأمر الذي مكن هذه العناصر للانتشار بسرعة هائلة واختراق الحدود ونشر الفوضى والقتل والدمار وتشريد السكان وتهجيرهم والوصول إلى فئة الشباب وخاصة طلبة المدارس والجامعات والعمل على غسل عقولهم بإغراءات المال والسلطة وباسم الدين أو المذهب أو التخلص من الدولة الفاسدة،
وأكد البيان على الدور الذي تلعبه المؤسسات التربوية والدينية والثقافية والاجتماعية ومسؤوليتها الكبيرة من حيث تنوير وتوعية كافة أفراد المجتمع إلى خطورة حركات التطرف والتكفير والإرهاب عليهم وعلى الوطن تحت أي غطاء ديني أو مذهبي أو طائفي، وقال البيان أيضاً: أن المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة والأردن جزء منها، تتطلب من كافة المواطنين مهما كانت مواقفهم واتجاهاتهم ومطالبهم أن يتنبهوا لخطورتها، وان يحشدوا كل طاقاتهم وجهودهم نحو الأولوية التي تعلو على الأولويات وهي درء الخطر عن الأردن والحفاظ على أمنه واستقراره واعتبار أنفسهم شركاء للدولة ورديف للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وبهذا نكون قد بعثنا برسالة إلى قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية بأن أهلكم وذويكم بخير يقفون معكم ويشدون على أيديكم القابضة على زناد السلاح الموجه إلى أعداء الوطن ويقولون لكم سلمتم وسلمت أياديكم وسلم الوطن الذي احتضنكم أطفالاً فأصبحتم رجالاً تعرفون كيف تحافظون عليه وتدفعون بالغالي والنفيس الأذى عنه.
وتطرق الدكتور عزت جرادات في حديثة إلى نظرة شمولية للبيان وأكد أن الأولوية الأولى في هذه المرحلة هي التصدي للأفكار المتطرفة والتكفيرية ودحض المخطط الصهيوني في إقامة دولة يهودية هدفها تفكيك المجتمع الإسلامي والنيل منه بإثارة الفتن والنعرات العنصرية والطائفية وأضاف واجبنا كأردنيين وعرب ومسلمين التصدي لهذه المخططات بالفكر والعقل وتحصين الجبهة الداخلية، ودعا الجميع إلى حضور الاجتماعات الدورية التي تقيمها الجمعية والمشاركة الفاعلة وطرح الأفكار والآراء للخروج بتوصيات جميعها تصب في مصلحة الوطن.
بدوره أشار الفريق فهيد إلى أن جمعية الشؤون الدولية المؤسسة منذ فترة طويلة درست موضوعات متعددة حول القضايا التي أدت إلى وقوع الأحداث في بعض المجتمعات العربية، وتم إصدار عدد من الأوراق والدراسات لغايات العمل والمحافظة على أمن واستقرار الوطن، موضحا بأن الأردن يشكل ملتقى لكل اللاجئين الفاقدين للأمن والأمان من الدول العربية ليجدوه في أردننا.
بعد ذلك جرى حوار تفاعلي بين المحاضرين والحضور شكر خلاله الدكتور عدنان بدران الدكتور المجالي على مبادرته واعضاء جمعية الشؤون الدولية، داعيا الى اعادة صياغة الخطاب التربوي بخطاب تنويري يبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة لمواجهة كل أشكال الإرهاب، كما دعا الى اعادة صياغة الخطاب الديني والاعلامي باعتباره تربية موازية تضمن خطابا تنويريا وهو مسؤولية كل المثقفين والأكاديميين وكل من يتحمل المسؤولية في هذا الوطن.
وكان في بداية الندوة بيّن الدكتور المجالي أن جمعية الشؤون الدولية، هي مؤسسة أهلية تضم نخبة من رؤساء الحكومات السابقة ووزراء سابقين وعدد من المفكرين والمثقفين والسياسيين ورجال الدولة وأساتذة الجامعات وتتناول الشؤون المحلية حديث الساعة وغيرها من المواضيع الهامة التي تمس امن الوطن وما يدور على الساحة الأردنية حيث يتم مناقشتها للخروج بتوصيات يتم نشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لتوعية أبناء المجتمع الأردني بضرورة تكاتف كافة الجهود في سبيل الدفاع عن أمننا ووطننا والوقوف جنباً إلى جنب مع أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة ،
وحضر الندوة أ.د عدنان بدران المستشار الأعلى للجامعة ومجلس أمنائها ورئيس جامعة البتراأ.د مروان المولا وعمداء الكليات والأساتذة وعدد كبير من الطلبة وأسرة الجامعة.