حرب اليمن .. حربنا بامتياز
شحاده أبو بقر
20-04-2015 02:24 AM
عبر عقود طويلة خلت، ظلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، هي الدول الداعمة للاردن أكثر بكثير من سواها، ماليا واقتصاديا واستيعابا للايدي العاملة الاردنيه، لا بل تجاوز الامر ذلك الى الدعم العسكري المباشر، وبالذات في حرب الإستنزاف التي تلت حرب حزيران عام ١٩٦٧، وقبل ذلك، وفي المقابل ظل الاردن كذلك، في طليعة الدول الداعمة للدول الشقيقة ولسائر دول الخليج العربي الذي لم ولن يكون فارسيا الى ان تقوم الساعه، وبالخبرات والقوات والتدريب العسكري وسواه الى الدعم السياسي في إقليم تتنازعه التطلعات والمطامع منذ فجره، واسهم الاردنيون العاملون في هذه الدول الشقيقة، إسهاما فاعلا في تحقيق نهضتها وتقدمها، ولا شك في انهم، يحظون بإحترام خاص فيها، لقاء تميز الانسان الاردني الذي يستقطب إحترام الآخر وتقديره اكثر من سواه .
اليوم، دول الخليج الشقيقة جميعها باستثناء إحداها، تخوض حربا في اليمن، وهي حرب تدرك تلك الدول بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها كل عربي مخلص، انها حرب مفروضة لا بد منها، باعتبار ان المتسبب فيها حتى وإن كان عربيا، يقاتل فيها بالنيابة عن دولة إقليمية لها اجندتها الخطيرة التي تسعى من خلالها، الى إقامة إمبراطورية كبرى تستعيد معها ما ترى انه مجد غبر، وترى ان فضاءها ومجالها الجغرافي هو المشرق العربي تحديدا، ووسيلتها الى ذلك، هي إستغلال الوضع العربي المزري المستفحل جراء المشروع الصهيوني من جهه، والظلم الغربي الذي رعى وما زال يرعى هذا المشروع الظالم، من جهة ثانيه.
الاردن اليوم يقف بإمكاناته المتاحة الى جانب الاشقاء في الخليج العربي، على اساس ان من تغدى بأخيك سيتعشى بك ذات لحظه، فالمشروع الفارسي الذي يتنازعه محافظون وإصلاحيون يتحدثون بذات اللغة والاسلوب، يعتقد بأن الاوان قد آن كي يحكموا العالم الاسلامي وبتدرج لا بد وان يبدأ قويا من بلاد العرب بالذات، حيث القدس ومكة والمدينه، ولقد نسب الى الإمام الخميني لدى عودته الى إيران بعد الاطاحة بالشاه قوله، أن العرب والعثمانيين ، حكموا العالم الاسلامي، والأن جاء دور الفرس .
نحن إذن أمام مشروع إستعماري جديد لا يقل خطورة عما سبق، ويتناغم بشكل او بآخر مع المشروع الصهيوني، ولا يستبعد ابدا، ان نرى في لحظة ما فيما لو تمدد المشروع الفارسي، إتفاقا بين الطرفين على تقاسم الغنيمه، فمن كان يتصور مثلا وحتى وقت قريب، ان نعيش هذه الاستدارة الكاملة في السياسة الاميركية نحو طهران، في وقت كان العالم ينتظر لحظة إنطلاق الصواريخ الاميركية ضد الاهداف الايرانيه والمشروع النووي الايراني .
ما اردت قوله من هذه العجاله، ان المشروع الفارسي، يضعنا جميعا، في الاردن والخليج ومصر، في سلة واحدة بعد إذ حقق نجاحات في كل من العراق وسورية ولبنان، وهو الأن يتمدد الينا جميعا من اليمن، ولهذا، فأن حرب اليمن حربنا وبإمتياز، وعلى أولئك الذين يعتقدون بخلاف ذلك من منظرين وحزبيين وسواهم، ان يعيدوا حساباتهم جيدا، وان يشكروا للسعودية بالذات، مبادرتها الرجولية الحازمة التي أذهلت طهران، في وقت كانت تعتقد فيه، ان ما يسمى بثورة الحوثي المدعومة من يمني طامح ما زال يعتقد بأمكانية العودة الى الكرسي الذي طار، يمكن ان ان تصنع لها بوابة الدخول الى الجزيرة العربية بيسر تام، لتكون بذلك قد احكمت قبضتها على الأرادة العربية، لتبدأ التفاوض مع الغرب وإسرائيل على تقاسم المغنم . نعم هي حربنا بكل المقاييس، وهي بداية يجب ان تنتصر، ولمصلحة العرب جميعا، وبالذات في فلسطين وغيرها من ارض العرب، وهي تحول ارعب كل طامع وبالذات اسرائيل التي التي باتت ترى في هذا التحول الجليل بأذن الله، عهدا عربيا جديدا لن يقبل بالذل بعد اليوم.
علينا جميعا نحن الاردنيين، ان نقرأ المشهد جيدا، وألا نلتفت الى اي متخاذل او منظر يمارس عقم التحليل في نظرته غير الواقعية لحرب اليمن، وعلينا وعلى أشقائنا في الخليج ومصر، ان نكون يدا واحدة في مواجهة هذا المخطط المرعب، فالذين يقاتلون في اليمن اليوم، يدافعون عنا وعن مكة والمدينة وعن مسرى ومعراج محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهنا يتجلى واجب النصرة والدعم على كل عربي حر صادق اصيل، أما من يتمطى ويتردد، فالايام بيننا ليرى ولو بعد حين، ان حرب اليمن اليوم، فجر عربي جديد سطرته السعودية التي ما ضنت يوما على عربي او مسلم، وما كانت ابدا إلا مع اهلها العرب، كما هي اليوم وغدا وبعد غد.