ترى ماذا عساك ستفعل إذا ما كانت محادثة "البنتاغون" أسهل بكثير من محادثة «مواسرجي» الحارة، وبعد عشرات المحاولات من الاتصال يرد على هاتفه بكلمات مقتضبة - وكأنها مدفوعة الثمن - ثم يعدك بالمرور الى البيت قريباً.. وبعد أيام من الانتظار ومكالمات التودّد المراد بها التذكير ... يحضر إليك «ذاكر الكوع» من غير صندوق العدّة؛ هكذا بيدين فارغتين وزنّوبة وباكيت «جلواز احمر»، وبعد ان يرى مكان التسكير ، ونقاط التهريب وبعد ان يدخن سيجارتين في الموزّع يخرج بنتيجة عبقرية قائلاً: هون في تسكير...وهناك في تهريب... "يا سلام عليك...لهيك جيتك ،..خلينا نحلها"... فيدوس على «قعمة» السيجارة ويقول من جديد...والله يا خالي بدك تشوف لك واحد يشتغلهم "من زمان بشتغلش صيانة"..!. وقتها، حتماً لن تلام إذا ما أصبحت من زبائن محكمة الجنايات...
***
جولات الحكومة بــ"الباص" الأزرق دون ان يكون لديها حلول عملية لمشاكل الناس... تماماً مثل قدوم «المواسرجي» الى البيت بدون صندوق عدّة... هي مجرد مضيعة وقت للمصلّح ولصاحب الحاجة... نحن نعرف مشاكلنا جيداً، ونعرف مكامن التسكير ، ونقاط التهريب..فقط نريد من «يشمّر» عن يديه ويعمل بجدّ واجتهاد وضمير ليخفف من احتقان الناس والاستماع لهم والتيسير عليهم ليس منّة ولا كرماً حكومياً ، وإنما هذا في صلب «القسم» الذي «طرشتموه» امام الله وخلقه عندما استلمتم مسؤولياتكم..
لقد مللنا موضة «شوفيني شوفي مقفاي».. مللنا الاستعراض المكشوف ، لا نريد ان تصعدوا في الباص او تنزلوا منه، دون ان تصعدوا بكرامة الناس قليلاً ،او تنزلوا من المديونية قرشاً واحداً...مللنا زيارات المجاملات والبروتوكولات والأمنيات والوعود دون التنفيذ... لا معنى لزياراتكم اذا بقيتم ترددون عبارة لا توجد مخصصات» أكثر من ترديدكم عبارة «لا اله الا الله»... في الكرك والرمثا وعجلون، أحبطتم الناس عن سبق اصرار وترصد، مارستم عليهم دور عريف الصف، ثم خرجتم بشعبية أدنى من درجة حرارة سيبريا في عزّ الشتاء، طبعاً دون ان تحققوا انجازاً واحداً لهذه المناطق أو تتجرأوا على حل عمليّ واحد يسجّل لكم..اذا كان الهدف من «جولات» الباص هي فقط للمجاملة وعلى عينك يا جارة «هاظا احنا بنشتغل»..فأرجو ان تبعثوا لنا «باص أيمه» بدلاً من باصكم على القليلة بيطلع لنا «لحسة» منه...
نحن لا نريد باص «مدبوك دبك» بالوزراء وكلام التنظير...كل ما نريده قدر «عرباية دزّ» حلول ..والله يكثّر خيركم.. الرأي