مرة أخرى يدير الرئيس الاميركي باراك حسين أوباما ظهره لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.. ولن تكون وكما يبدو إدارة الظهر هذه الاخيرة قبيل ولايته التي تنتهي قبل اقل من عامين.

دون مواربة..وبحزم رفض الرئيس اوباما قبل ايام طلب نتنياهو ان يتضمن الاتفاق النهائي الامريكي الايراني على اعتراف ايراني معلن ب (حق اسرائيل في الوجود) فوق ذلك الاعتراف الايراني وبوضوح ب (يهودية الدولة الاسرائيلية )..وفي وقت لم يابه المسؤولون الايرانيون على الطلبات الاسرائيلية الغريبة هذه ربما لوقاحتها وتفاهتها..!

إدارة الظهر هذه التي مارسها أوباما لنتنياهو ليست جديدة فقد رفض استقباله في البيت الابيض الشهر الماضي وقبيل انتخابه رئيسا لوزراء اسرائيل للمرة الرابعة ،وهذه خطوة غير مسبوقة لرؤساء امريكيين فقد كانوا جميعهم يفتحون ابواب البيت الابيض على مصراعيه لهم وإن كان بعضهم كالرؤساء :ايزنهاور وكارتر وبوش الاب قد قاموا بزجر اكثر من رئيس اسرائيلي وفي اكثر من مناسبة ومنها: طلب الرئيس ايزنهاور من دافيد بن غوريون العام 1956 الانسحاب من قطاع غزة فورا ،وفعلا خرج سكان غزة من بيوتهم صباح اليوم التالي فلم يجدوا جنديا اسرائليا واحدا في شوارعها..كما اقترح الرئيس الامريكي جيمي كارتر مشروع (الدولة الواحدة) لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والذي اعتبره مسؤولون اسرائيليون في حينه دعوة لتدمير دولة اسرائيل..وكما قام الرئيس الامريكي بوش الاب العام 1991 بتهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق شامير بحجب ضمانات القروض و مساعدات اسرائيلية اخرى قيمتها اكثرمن عشرين مليار دولار إذا تاخرت عن حضور مؤتمر مدريد للسلام.....

تذمر اوباما من نتنياهو ومنذ بدايات توليه رئاسة بلاده وعلى مدى ست سنوات كانت بصوت منخفض غالبا وشاركه في هذا التذمر اكثر من رئيس في العالم ومنهم الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي..ولكنه هذه المرة كان هذا التذمر عاليا..و قاسيا معه، فخاطبه بالفاظ قاسية وكانه يمنعه من الاقتراب من شأن امريكي خالص.

حقا، انها خطوة شجاعة للرئيس اوباما، وبعض صبر طويل على رجل متكبر وغريب الاطوار فعلا كبنيامين نتنياهو وهي خطوة ليست دفاعا عن الشعب الامريكي فقط وانما دفاع عن الحق الفلسطيني والانساني خاصة وانه يصدر من رئيس اعظم دولة في العالم

لكن...

ليت الرئيس اوباما يوقف المساعدات المالية والعسكرية لاسرائيل حالا وبدونها فإن الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي سينهار عاجلا ام اجلا وليته يفي بوعده في بداية ولايته بقيام دولة فلسطينية وليت واشنطن تتوقف عن استخدام الفيتو في مجلس الامن لحماية اسرائيل من ادانة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعوب العربية التي تتعرض كل يوم للاعتداء والقتل والتهجير..! الرأي