facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ربيحات يكتب: الرأي قبل أن تغيب ..


صبري الربيحات
17-04-2015 02:49 PM

هل ستختفي الرأي مثل الشعب والدفاع؟ او تضمحل وتتهاوى مثل الدستور....؟

قبل ما يزيد على العام انتفضت كوادر الصحيفة التي احبها الناس وبقيت عناوينها لا تخضع لاحكام القراء ولا تؤثر على حجم توزيعها او مواعيد صدورها الذي دام لاكثر من اربعة عقود دون توقف الا عند بعض الاعياد والعواصف وقرار اسرة تحريرها بالخروج من بيت الطاعة.

لقد بقيت الصحيفة الرزينة مثل شيوخ القبائل تنقل اخبار وتصريحات السلطات التي يتعاون على جمعها اكثر من ستين مندوبا يطوفون على المؤسسات والمناطق ويحرصون مثل المسؤولين على اظهار صورة الحكومة كما يريدونها واكثر.

لاختيار كوادر الرأي وحراس بواباتها طقوس ومواصفات تختلف قليلا عن مثيلاتها فلا احد يتأهل ليقف على بوابات تحرير صفحاتها ما لم يجر اختباره في عشرات المواقف للتأكد من قدرته على قراءة الخطوط الممحية وفهم دلالاتها اكثر من تدقيق نصوص التحقيقات والقصص الاخبارية .... لذا كان العاملون على تجهيز اعدادها مثل حراس المرمى يهتمون بحماية المرمى اكثر من تسديد الاهداف والذي يترك غالبا لفريق الهجوم الذي جيئ به من خارج ناديها كما يحصل في نوادي الاحتراف.

الراي كانت مثل الجريدة الرسمية توثق الاحداث وتحمل الاعلانات وتبلغ المطلوبين وتنعى الاثرياء وتهنئ الوزراء والمدراء الجدد والناجحين والعائدين الى ارض الوطن وتحمل بالبنط العريض اعلانات من يودون شكر المسؤولين على تعزيتهم....

دور الاعلان المجاورة لمباني الرأي ومدراء مكاتبها واداراتها الخلص كانوا اصدقاء واقارب...كما ان المصورون ورؤساء التحرير اكثر من اصدقاء لدرجة ان الزائر لا يعرف المقصود تماما بمعنى تعبير اسرة الراي... أهي الاسرة بمعناها القرابي ام الاسرة بمدلولها المجازي.....

غالبية المدراء الذين جاءوا من خلفيات شرطية وبيروقراطية او استخبارية لا ارتباط لهم بالصحافة الا بصفتهم رصدا لاوضاع امنية.

عبر تاريخها كان في الصحيفة منصة للرد على كل من يلمح او يصرح بالمعارضة او التشكيك بالمواقف دون ان تهتم بايضاح هذه المواقف او استقصاء الاراء خارج دوائر الفريق الذي يجري استطلاعه عند كل مفصل او استدارة من الاستدارات التي نتخذها.

في الراي كانت قصص زيارات الحكام واخبار جولات الرؤساء تتقدم على اخبار الجريمة ومعاناة الفقراء وشكاوى المزارعين....

كتاب الاعمدة لا يجدون عناء في انتقاء موضوعات اعمدتهم ولا يتذمرون من شح المعلومات المتاحة حول موضوعاتها.

في عدد الامس كانت الرأي اكثر من خلفية للاخبار التي انتجتها وكالة الانباء او اعاد صياغتها المحررون في ضوء معايير سياسة التحرير الجديدة... اعلانات نعي كبار الموتى واخبار حزن مرؤسيهم في الشركات والبنوك لم تعد تحتل الاولوية التي كانت عليها قبل الامس....

في اعداد الراي الصادرة بعد منتصف نيسان عتب ولوم وصرخات استغاثة في كل الاتجاهات ....وفي الاعداد الجديدة تحذير وتذكير شبيه بعتب الامهات اللواتي اختبرن نكران وعوق الابناء...في اخبار الراي وعناوينها لوم على تحميل المؤسسة للاعباء التي اثقلت كاهلها.

العناوين الجديدة لم تعتدها الصحيفة التي كانت تحلق مثل طائرات الملكية على الارتفاعات التي لا تحتاج فيها لمضاعفة الجهد من اجل الوصول الى مسارها.

الحديث عن تخبط السياسات الاقتصادية ومسؤوليتها عن اغلاق 1600 شركة ، خبر لم تالفه صفحات الرأي التي بقيت مثل الحكومة على مسافة واحدة من كل شيء في البلاد الا من الضرائب وتسعيرة المشتقات النفطية......

الراي تواجه صعوبات في الابقاء على مجالس اداراتها العتيدة التي تتغير مع كل ربيع وتتساقط عند كل خريف....لا معايير لاختيار المجالس غير حب من يختارهم فقد يأتيك شخص ما ادار منشأة في يوم او محررا ما كتب مقالا او مديرا ما عرف كيف تعد الموازنة وتحسب الارباح....

من المفروض ان تسد المطابع الجديدة حاجات غرب اسيا من الطباعة لو كانت الماكنات والتكنولوجيا والقرار في شرائها مناسبا..

الكتاب الذين جرى اختيارهم واغلاق الباب بعد دخولهم يتقاضون مع الادارة ومجلسها ما يقارب المليون سنويا.. والصحيفة تدار مثلما جرت ادارتها قبل ربع قرن متوقعين ان يقبل الناس على محبة الصحيفة بصفتها موضع لرضا صناع القرار ومتخذيه...

ما كنت اعتقد انني ساشهد على صفحات الراي ما ينتفد سياسات الحكومة ويصفها بالتخبط او يبرز اراء الناقدين ويحجب اخبار الوزراء فالصحيفة ادمنت على طاعة الحكومة وكانت سجلا لشرح نواياها التي تحققت ولم تتحق.

محاولات الرأي تقديم مذاق جديد لمعنى الانحياز للحقيقة... يغري القراء التواقين للافادة من الحالة الجديدة ليشبعوا تعطشهم للتعرف على واقع الاشياء بعيدا عن شروحات وتاويلات الرئيس ورفاقه من الوزراء والتابعين.. لكن الكل يعلم ان ما يحصل لا يتعدى سحابة صيف لا تلبث ان تنقشع... عندها سنستمع مع كل القراء الى فيروز وهي تشدو "كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا"....

عندما تعود الرأي الى بيت طاعة الحكومة، ستتفتح عيون القراء وتطل من نافذة جديدة على واقعنا المرير لترى ان للواقع وجهين احدهما معاش واخر يصنعه الكتاب والمصورون والمحاورون لصالح فئة استطاعت ان تستميلهم وتبقي عليهم.. ويومها سيدرك معسكر الرأي ان باستطاعتهم ان يذكروا حلفاءهم بان الجميع شريك في الخطيئة والاستغفار والتوبة.... وبحاجة الى عهد جديد يقسم عليه الطرفان أن يخلص كل منهما للاخر حتى وان تلاشى الحب وبعدت المسافات ... فالحكومة بلا رأي عبء.. والرأي بلا حكومة ترف لا يحتاج له القراء.





  • 1 الحقيقة الوهم 17-04-2015 | 04:43 PM

    الحقيقة مقال لا يعبر الا عن سخط من لم يسهم في الراي الحق ولا يعبر الا من يسخط على الدولة ولا يعبر الا عمن يريد سهما شخصيا ... ليتك ما كتبت

  • 2 فؤاد سالم 17-04-2015 | 04:59 PM

    صورة معبرة يا عمون

  • 3 د.عبدالسلام محمد النداف 17-04-2015 | 05:22 PM

    للأسف هذه الصحيفة التي احبها الناس شاخت لأنها لم تتعامل مع متغيرات العصر ومع تطور عقول أبناء الشعب الأردني. و لأنها أصبحت لخدمت أصحاب المصالح والنفوذ ...هذه الصحيفة أصبحت بنكهة واحدة ولون واحد غير محبب لقارئي الصحف.

  • 4 عبدالحميد 17-04-2015 | 05:53 PM

    "...لذا كان العاملون على تجهيز اعدادها مثل حراس المرمى يهتمون بحماية المرمى اكثر من تسديد الاهداف..."

    لايزال أركان الدولة و مسؤوليها يهتمون بحماية المرمى أكثر من تسديد الأهداف ! لذلك يجرى الفساد الكبير و يقوى عود الفاسدين الكبار و نهبت الثروات و بيعت الموارد واختفت كنوز الذهب و بيعت الجنسية و تضخمت المديونية وذابت الهوية الاردنية و فتحت الحدود لمن هب و دب و و لا يزال البعض قاتلهم الله يتبجح بالأصلاح و الديموقراطية و النمو أوقف الله نموهم و دمرهم على ماعاثوا به من فساد و تخريب

  • 5 قاريء يفقه 17-04-2015 | 06:11 PM

    قرأتها قبل ثلاثين عاما و لم تأتي الصحيفة باي جديد

  • 6 يا ريت 17-04-2015 | 06:36 PM

    نتمنى عليها ان تتخلى عن النفاق و التسحيج ,, نتمنى ان تكون صحيفة الوطن و المواطن وصحيفة الاردن و الاردنيين تكشف الفساد ولا تطبطب عليه تكشف الاخطاء و الخطايا يا ريت

  • 7 د. حسان 17-04-2015 | 07:00 PM

    تحياتي دكتور صبري
    الغالبية العظمى من قراء جريدة الرأي يشترونها لمعرفة من هم اموات اليوم واموات الغد ﻻنهم جميعا يعرفون حقيقة مقاﻻتها ولمصلحة من يتم كتابتها

  • 8 حانوتي 17-04-2015 | 08:25 PM

    عجبتني عبارة "تنعى الاثرياء".ويبقى السؤال :هل سينعى الاثرياء الرأي

  • 9 عبدالحافظ الهروط 17-04-2015 | 08:38 PM

    بداية نحترم كل راي يختلف معنا قبل ان يتفق، ولكني اجزم ان كل الذين ينظّرون على الرأي من خارجها، لو دخلوها، لما خرج واحد منهم عن السرب، لا في الخبر ولا في التحليل ولا في المقال.
    على الصعيد الشخصي وقد بلغت من الخبرة في الرأي 30عاماً، كانت قناعتي، ان نصافح في الراي مسؤول الحكومة، ولكن دون ان ننحني له او نقبّل يده، اما وقد حاول بعض العابثين بمؤسسات الوطن، والرأي منها، "لحاجةفي نفس يعقوب" فهذا لا يمكن السكوت عنه او التسحيج لأي كان.
    ورب ضارة نافعة، لتعود الرأي كما كانت منذ ارسى قواعدها الأوائل.

  • 10 حي الطفايلة 17-04-2015 | 11:07 PM

    يا معالي الوزير السابق والكاتب اللاحق من المؤسف ان يكتب احد عن قضية دون ان يفهم القضية او ان يطلع التفاصيل وهعذا ما جعلك لا تذكر الموظفين الذين يتقاضون رواتب عاليةجدا او العائلات الجماعية واقرا الاسماء ستعرفهم
    اما المشكلة فهي ان الحكومة تريد بيع كل شيء والتخلص من التركة القديمة
    الجريدة تستطيع اعادة وجودها خلال عام او عامين ومشكلتها غير مالية المهم يكون في الادارة ناس تفهم بالاعلام والاداة المالية
    وسلم لي على الخلفية الشرطية

  • 11 احمد الحراسيس 18-04-2015 | 05:27 PM

    للاسف ان الوضع الحالي للصحيفة سيترك اثره البعيد على الصحيفةومصداقيتها فهي الان تبالغ في نقد الحكومة بعد ان كانت تبرر قرارات نفس الحكومة بالامس القريب فهل اصدق(رأي)اليوم ام (رأي) الماضي ام(رأي) المستقبل؟؟؟؟!!!
    دمتم دكتورنا العزيز

  • 12 المهندس احمد حرب 18-04-2015 | 06:21 PM

    ابدعت دكتور صبري الله يعطيك الف عافيه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :