«فى حين تظهر فى بلد الأزهر دعوات لخلع الحجاب يتم تعيين أول مذيعة محجبة في التلفزيون الأمريكي!»
هكذا كتب أحدهم على «تويتر» في وسم نشط على الموقع باسم #مليونية_خلع الحجاب ، وهو وسم يظهر من عملية متابعته، أن معظم من يكتب فيه ضد هذه الملعونية، لا المليونية!
مليونية الخلع في قاهرة المعز، مدينة الألف مئذنة، أطلقها الكاتب شريف الشوباشي ووافقه نفر قليل «علشان نغيظ الإخوان»! وفي معرض تبريراته لهذه الدعوة، اعتبر الحجاب مرتبطًا بما يسمى الإسلام السياسي، و»يجب على الدولة محاربته كما تحارب الإرهاب»!
من زار مصر في العشرين سنة الأخيرة، يعرف أن مثل هذه الدعوة تثير التقزز أكثر مما تثير من السخرية، لأن مصر في مجملها «محجبة» ليس بقرار إخواني أو سلطاني، بل بقرار ذاتي من أهلها، ولا يقتصر الحجاب على طبقة اجتماعية دون أخرى، أو مستوى ثقافي، أو بيئوي، بل هو سمة عامة للمجتمع المصري، واذكر أنني زرت الاسكندرية قبل سنوات قليلة، وتجولت في كل شواطئها العامة، فلم أشاهد ولو مايوها واحدا، بل رأيت النسوة ينزلن إلى البحر بكامل حجابهن، ولو قيض لأحد أن يأخذ مقطعا عشوائيا من شوارع القاهرة، للنسوة، لوجد بلا أي مبالغة أن
الغالبية الساحقة منهن محجبات، على تفاوت في شكل هذا الحجاب، ومدى مطابقته للمواصفات الدينية!
كتبت إحدى الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي تقول: «يقولك خلع الحجاب صفعة للإخوان، وأنا رأيي بدل ما تخلعي الحجاب وتبقى صفعة للإخوان، اخلعي كله، ويبقى القلم قلمين، من حفر حفرة لأخيه تزحلق فيها؟». ونشر آخر صورتين لنساء غير جميلات وأخرى لنساء جميلات، وكتب/ انتوا فاكرين اما تقلعوا الحجاب هتبقوا كده، عليا الطلاق لو قلعتوا ملط مفيش فايدة / وكتب «واحد هالناس»/ حجاب اليهودية تدين، والنصرانية حرية، والمسلمة تخلف وإرهاب أتحدى صاحب هذه المليونية أن يبدأ بها من كاتدرائية العباسية!/ وسأل آخر: هل ستشمل الحملة لخلع حجاب المتدينات القبطيات أيضا لأن حجابهن يمكن مفهوم «وهابي» ؟؟
معارضة هذه المليونية لم تقتصر على عامة «المغردين» بل امتدت إلى المثقفين، الذين رأوا فيها ضربا من إلهاء الشعب عن مشكلاته الأساسية، خاصة بعد أن قرن صاحب الدعوة دعوته بما لا يستحب بقوله إن «99 بالمئة من العاهرات في مصر، محجبات». فقال جبار القرموطي على إحدى القنوات: «يا نهار أسود ويا ليلة سودا»، وهاجمه قائلاً: «أنت مالك بالحجاب»، ووصف دعوته بغير العاقلة وغير المقدرة لظروف البلد، وما تمرّ به من تفجيرات وقتل في مختلف الأماكن، منتقداً حال من زعم أنهم من «المفكرين الذين وصل بأحدهم لإطلاق مثل هذه الدعوة».
الإعلامي محمود سعد، قال «ارحمونا كفاية شتّتوا الناس». وانتقد، «الأمور العجيبة التي ضيّعت الناس مؤخرًا، مثل ظاهرة حرق الكتب لنفاجأ بدعوة خلع الحجاب»، مشيرًا إلى جهل مطلقها بفقه الأولويات والتركيز على المهم، في بلد تحتاج إلى البناء، و»ليس دعاوى الفرقة والتشتت» وكذا فعلت الإعلامية رانيا بدوي، فقالت أنّ الدعوة تصب في حالة «الإلهاء» التي تتم للمصريين عن عمد من قبل أحد الأطراف، وأنه ليس من الأولويات والأمور المهمة للوطن أن يهاجم أحد «المثقفين» الحجاب. فالشعب، أصبح يفكر في قضايا «تافهة»، وليس من المنطقي أن يدعو أحدهم إلى مليونية عن الحجاب، بينما نسبة كبيرة من الشعب تحت خط الفقر، والأوضاع الاقتصادية منهارة!
ذكّرتني دعوة خلع الحجاب بمن بال في زمزم، نكاية بالطهارة، ترى في أي منحدر وقعت «أم الدنيا»؟ الدستور