مستقبل غامض .. ووجوه متكررة !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
16-04-2015 05:06 PM
هل منا من فكر يوماً بالمشكلات والمعوقات والازمات التي ستواجهنا مستقبلاً ومتى سنقتنع ان المستقبل سيزداد انصافاً وشمولية بالعالمية حيث اننا نجد ان العالم اصبح قرية وبدأ بالتقلص واصبح هناك تفاعل اكثر واسرع مع مختلف واشكال النزاعات الحياتية والنشاطات الانسانية فنجد ان المشكلات الرئيسية بالدول اصبحت تواجه بتحرك وجهود عالمية شاملة والواقع ان مشكلة التطرف والنزاعات والحروب سبقت سواها من المشكلات في اتخاذ صفة العالمية وفي احساس الدول الكبرى بواجباتها اتجاه اي حدث يمس الانسانية ومنه اعمال ارهابية وصراعات طائفية بالاضافة الى الأمراض الوبائية والفقر المقبع الذي يؤدي الى كثير من الصراعات الداخلية فمع تزايد عدد السكان وتناقص الموارد الطبيعية بالاضافة الى العديد من المشاكل الداخلية لأي دولة حيث الفوارق الطبقية في المجتمعات فوارق افقية وفوارق عامودية والتي اصبحت اكثر تفاعلاً لوجود العديد من العوامل المؤثرة على رأسها ثورة التكنولوجيا والاتصالات وما اثرته بالشعوب من تغير في المفاهيم والافكار والوعي والتوجيه والتواصل عبر شبكة التواصل الاجتماعي وغيرها لتلغي الحواجز والفواصل وتزيل الحدود بين الغني والفقير وبين كافة الدول الغنية والفقيرة المتطورة والمتخلفة.
كذلك النهضة الفكرية والثقافية والعقلانية والتعريف بحقوق الانسان وتقدم وتطور العلم وتعدد النزاعات باتجاه الحقوق الانسانية وتحرك الطبقة الوسطى في المجتمع لتحصيل حقوقها من السلطات التنفيذية المدنية حكومية او قطاع خاص وظهور مواكب من المثقفين والمفكرين فالدول الكبرى تسعى لاقامة مجتمع عالمي مترابط اقتصادياً وسياسياً بنظام العولمة وبالتالي فان دول العالم الثالث " التالفة " سيتسع الفارق بينها وبين الدول المتقدمة وستزداد الدول الغنية غناء وستزداد الدول الفقيرة فقراً ومهما كان الخلاف بين النظام الرأسمالي والاشتراكي كبيراً فانهما سيتقاربان بفعل تقدمهما العلمي والصناعي والاقتصادي وسيكون بينهما تفاهم متبادل على تقاسم خيرات الدول الفقيرة التي يزداد عدد سكانها مما يزيد العبء عليها بالالتزامات لتوفير الغذاء والعلاج ومحاربة الفقر والبطالة وارتفاع سقف المطالب المعيشية وسيكون هناك ازدياد في ازمة الطاقة والمياه والغاز خاصة بوجود المجتمع المستهلك المسرف المبذر الغير منتج دون تقديره لضروريات المستقبل فالحياة بنظر الكثيرين في العديد من الدول العربية والتي غالبيتها تسودها النزاعات والصراعات والحروب اصبحت حياة جافة يائسة اكثر مما يجب موحشة محصورة بين حاجزي الزمن والمكان هذا ما آلت اليه الانسانية في تلك الدول اناس اصبحت تروض قسوة الوقائع بسوط الخيال الشرس وحكومات تصنع لشعوبها بيوتاً من الرمال بعد ان اصبح هناك طبقة في المجتمع من المقهورين والمهمشين ومسؤولين متكررين فسئمت الشعوب من المرايا التي تتكرر فيها الوجوه حتى وان عبثت ببعض التفاصيل فكأنك تعبث باشلاء جثة هامدة واصبحت محاوره ومناقشة تلك الوجوه صعبة في ظل منحنيات الحياة الزلقة والازمات الخطرة.
hashemmajali_56@yahoo.com