داعش يكشف صهيونيته في مخيم اليرموك
اسعد العزوني
16-04-2015 02:35 PM
وضع طبيعي أن يقوم مسلحون من السيل الإرهابي التكفيري المتدفق على سوريا، من كل أنحاء العالم - ليس لتحرير هضبة الجولان المحتلة، على سبيل المثال، بل للإسهام في تدمير سوريا بالإشتراك من نظامها الذي حول هذا البلد العريق إلى كومة ركام، وحول غالبية أهلها إلى لا جئين هنا وهناك يتسولون لقمة العيش – بالإستيلاء على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من العاصمة السورية دمشق.
لكن من غير الطبيعي والشاذ جدا، قيام هؤلاء الخوارج الجدد الذين يطلق عليهم داعش ، بحرق العلم الفلسطيني وإلغاء التراث الفلسطيني في ذلك المخيم، والاعتداء على أطفاله ونسائه وجز رؤوس العديد من رجاله.
صحيح أن الحرب تشهد تجاوزات غير مقبولة، لكن ما قام به هؤلاء الخوارج الجدد يفوق كل وصف ، ويتعدى كل حدود، ولكن ممارساته اللا إنسانية تبدو طبيعية عندما يفهم الجميع طبيعة وهوية وأهداف وصانعي هؤلاء الخوارج.
لم يطل الوقت لإنكشاف أمر هذه الجماعة الشيطانية، إذ أن الخطوط العريضة قد ظهرت جليا لمن أراد أن يفهم ، وهم ليسوا من الإسلام في شيء، حتى أن مختصر إسمهم باللغة الإنجليزية "ISIS" يعني "الخدمات السرية الإسرائيلية الإستخبارية"، وهذا دليل على نشأة وتوظيف هؤلاء الخوارج الجدد، الذين جاءونا في وقت عجز فيه المحراثان الأمريكي والإسرائيلي عن تقسيم منطقتنا إلى كانتونات إثنية وعرقية تكون مرتبطة كلها بوتد في تل أبيب.
ومن باب التذكير فإن هؤلاء الخوارج الجدد قد بشر بهم بوش الصغير عندما قال ذات يوم :"سنخلق لهم إسلاما جديدا"، وهذا هو داعش الشيطاني البعيد كل البعد عن الإسلام السمح الوسطي الذي جاء لهداية الناس كافة وهو دين الرحمة والمحبة.
ليس سرا القول أن أهداف أي حركة سياسية أو دينية أو اجتماعية، تميط اللثام سريعا وبكل السهولة المعهودة ، عن هوية الحركة بغض النظر عن مضمونها، وقد أماط الخوارج الجدد "داعش " اللثام بصفاقة عن هويتهم الصهيونية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، عندما قام خوارجه بحرق العلم الفلسطيني، وإلغاء التراث الفلسطيني في المخيم، دليلا ساطعا ومكشوفا على نشأة هذه الجماعة الكافرة، وتوظيفهم لتحقيق ما عجز عنه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني.
إن ما قام به هؤلاء الخوارج الجدد، يعزز الفكرة التي تقول أن جهاز الموساد الإسرائيلي أسهم وبكثافة في تأسيس هذه الجماعة الكافرة، وتولى تدريب الشيطان الأكبر في هذه الجماعة أبو بكر البغدادي لسنة كاملة على علم اللاهوت "الفقه" وفن الخطابة، كي تكون عملية اغتصابه لمنبر رسول الله سهلة عليه، لكنه ومع ذلك يظهر كالخرتيت ، ما يدلل على عدم أهليته للخطابة والقيادة على حد سواء.
ليس سرا القول أن جرائم الخوارج الجدد "داعش" الصهيوني الأخيرة في مخيم اليرموك، قد حسمت الجدل حول نشأته وتوظيفه ، ولذلك يجب النظر إليه من هذا المنظار، والتعامل معه وفق هذا المنطلق، فهو مجموعة من الخوارج الجدد عن الدين والذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا جزءا من مشروع تدمير الأمة، وبحق فإنه إكتسب لقب "سمسار " مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق، وكما هو معروف فإن هذا المشروع سيمزق الممزق ويؤسس ليهودية الدولة في "مستعمرة "إسرائيل الخزرية ، وقريبا سنرى هؤلاء الخوارج الجدد ، يظهرون في الصين للعبث فيها لحساب الولايات المتحدة الأمريكية ، التي يذعلها زحف الصين إلى عرش العالم قوة غير إستعمارية.
هناك العديد من الدلائل على صهيونية هؤلاء الخوارج الجدد، فهم وعندما أذنت لهم الإستخبارات العالمية التي أسستهم بالظهور الإنكشاري، ونشر خرائط تضم مساحات شاسعة من الدول في العالم ، لم يقتربوا من حدود فلسطين حيث "مستعمرة " إسرائيل، وكأنهم لم يقرأوا شيئا عن الإحتلال ولا يعرفون معنى كلمتي القدس والأقصى ، مع ان إمكانيات أجهزة الإستخبارات العالمية على وجه الخصوص مسخرة لهم.
لقد حسم أحد قيادييهم الأمر وغرد على حسابه في "تويتر " مؤخرا "إن الله لم يأمرنا أن نحارب إسرائيل "! ولعمري أن هذا الخارجي الجديد، كان يعني بتغريدته أن "يهوه " لم يأمرهم بمحاربة إسرائيل ، وهنا يكون هذا الخارج الجديد عن جادة الصواب قد نطق صدقا لأن إله الحرب في التلمود عند يهود لن يأمرهم بمحاربة "مستعمرة " إسرائيل".
بدهية لا نقاش فيها ، وهي أن كل من يعادي الشعب الفلسطيني ، ولا يقف مع فلسطين ،ويعتدي على الفلسطينيين ، إنما هو صهيوني أشر ، وهذا هو تنظيم داعش الخارج عن دين الله القويم ، يكتسب هذه الصفة بجدارة ، وربما أنه أراد مساعدة السذج من المسلمين الذين يظنون أن هؤلاء الخوارج الجدد ، مسلمون مجددون!!!؟؟؟؟؟