لمن نكتب: عرض نقدي لكتاب صدى الصورة
حسن نهار المحاسنه
16-04-2015 02:17 PM
تساءلت قبل ايام امام حضور ثقافي في دائرة المكتبات الوطنية بسؤال عام وهو لماذا نكتب؟ وهل نكتب من اجل الكتابة فقط كمتعة آنية؟ ام نكتب من اجل ان يقال كتب فلان؟ او لفلان كتاب؟ ام نكتب من اجل ان نعلم الناس - والتعليم طبعا - رسالة الانبياء والرسل ؟ ام ماذا؟
جاءت هذه التساؤلات بمناسبة شرفت خلالها بعرض كتاب بعنوان صدى الصورة للكاتبه المهندسة رنا الشوابكة والذي يتضمن الحديث عن محاور هامة للسعادة التامه بمعية النائب المهندس يوسف القرنه والزميل الدكتور بهاء عوجان.
رسمت الكاتبة الشوابكة في كتابها خارطة طريق لمن يرغب من الشباب والشابات الاقبال على الحب من اجل ان يقرر كل منهما انهما في الطريق الصحيح ام لا؟ ونلحظ ذلك من خلال صفحات الكتاب وهو ما يطلق عليه الحب الحقيقي فهل نعيش نحن الحب الحقيقي؟ لنرى. لماذا اختارت الكاتبة هذا المحور؟
لقد اختارت الكاتبة هذا العنوان بعد ان استشعرت مشكلة لا بل اكثر من مشكلة تتعلق بالحياة الاسرية في المجتمع الاردني ومنها مشاكل الطلاق ومشاكل العنوسة وما يرتبط بهذه المشاكل من قصص حول المخدرات والتعذيب والتشريد والعنف والاعتداء الجسدي والجنسي.
لقد كتبت الكاتبة هذا الكتاب لانها سمعت وعرفت قصصاً مختلفة لشباب تلاعبوا بعواطف الشابات وقصص لشابات تلاعبن بعواطف الشباب.
وكان هدف هولاء هو الاستخفاف بالآخر حينا والتسلية حينا آخر او هروب من الواقع او الرغبة في اثبات النفس بالتحدي او الحصول على المال او الجاه او المنصب.
وتطرح المهندسة رنا آليات للاقبال على الحب وهي الراحة النفسية والتضحية والوقوف مع الاخر وقت الضيق والثقة والاحترام المتبادل والتشارك والتوحد في الافكار وغيرها.
لتختم محور كتابها الاول وهو الحب بان ان اعظم منازل الحب هي حب الله سبحانه وتعالى والاليات المتبعة في هذا الحب هو اتباع اوامره عز وجل واجتناب نواهية واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
و وفي المحور الثاني وهو المراة وصفت الكاتبة المراة بالكتاب ولها ملايين الصفحات فالبعض يعتبرها هدفا فهي قاصرة وضعيفة . والبعض يقرائها صحيحة وبدقة . والبعض الاخر يعجز عن فهما في لغز محير وبعضهن لعوب .والبعض الاخر لايقبل على شراء هذا الكتاب او التعامل معه .
وهي بهذه الحالة ترسم صور لصور التعامل مع المراة وتظهرايجابياتها وهي المحبه والتضحية ونكران الذات والعاطفه القوية. المعاملة الحسنه والحنان والعطاء واتقان العمل والتحمل والصبر والجراءة والكبرياء والاستقلالية والتعايش والمسؤولية وتصف صفات اخرى لها وهي انها ثرثارة ومغرورة وعصبية ولعوب وجاهلة وكاذبة وشديدة الحساسية وكثيرة البكاء. وتتحدث الكاتبة عن واجبات المراة وما هي المواصفات المطلوبة في كلا الطرفين وتدعو تدعو في كتابها الى الابتعاد عن ستة انواع من النساء هن : المراة الانانة وهي كثيرة الشكوى والمراة الحنانة وهي التي تحن لغير زوجها والمراة الحداقة التي ترى الاشياء وتطلب امتلاكها والمراة المنانة وهي التي تمن على زوجها باستمرار والمراة البراقة وهي التي تراى زوجها ولا احد غيره والمراة الشداقة وهي المتشدقة بفائدة وغير فائده على الفاضي والمليان كما يقلون.
وتخلص في هذا المحور وهو المراة الى ان الكمال لله تعالى وان البشر خطاؤون وخير الخطاؤن التوابون. وقد قال فيها رسول البشر خلقت المراة من ضلع اعوج فان قومته كسرته وان تركته بقي على حاله فاستوصوا بالنساء خيرا.
وفي المحور الثالث تتحدث الكاتبة عن مواصفات الرجال وايجابياتهم فهم ملتزمون دينيا وشجاع وكريم الشخصية القوية الثقة بالنفس المرونة والحكمة والمزواج كما تتحدث عن سلبياته وهي البخل وعدم ثقة الرجل بزوجته والكذب وعدم الالتزام الديني وهنا تستعرض الكاتبة حقوق الرجل ووجباته وكيف يكسب الرجل حب زوجته وما عليه وما له وكيف يرسم الرجل علاقته مع زوجته.
وتختم هذا المحور في سورة البقرة اية 228 يقول الله تعالى :"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجه " ويقول تعالى كذلك "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم" سورة النساء اية 34.
وفي المحور الرابع وهو الطفل فان الكاتبه تبين ان الطفل نتاج الاسرة وفي المادة الاولى من وثيقة حقوق الطفل تقول كل واحد اقل من 18 عاما هو طفل تلزمه الرعاية الابوية والاسرية والمجتمع.
وتستعرض الكاتبة الشوابكة اراء علم النفس في الاطفال حيث تنشر حقائق عن الطفل والمشكلات التي يعاني منها الاطفال وهي مشكلة العناد والتمرد والغيرة واطلاق الالفاظ والكذب والخجل ومص الاصابع والتبول وغيرها .
وتطرح الكاتبه موضوع الاطفال والتلفزيون وموضوع الاطفال والتدخين وموضوع مجالسة الاطفال للكبار ويغيرها مما تطرح هذه الموضوعات وتحاول اعطاء الحلول والسلوكيات الصحيحة عليها.
وتختم هذا المحور وهو الطفل بان المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصحالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا .
وفي المحور الخامس من الكتاب تستعرض الكاتبة العديد من المشكلات الاسرية ومنها رفض الزواج وقلق الحياة الزوجية واضطرابها واهمال رعاية الاطفال وتعدد الزوجات والطلاق ومشكلات اخرى ناجمة عن عادات سلبية مثل شرب الخمر والمخدرات والادمان وبالتالي التشرد وغيرها ومن الامثلة لتختم الكتاب بالمحور الاخير وهو السعادة التي هي صدى الصورة والبيئة التي تنشأ فيها الحياة بمختلف محاورها السابقة ولتشكل حاظنة لعمارة الارض وعبادة رب السماء سبحانه وتعالى وهي بذلك تكتب من اجل اعطاء رسائل توعوية للمجتمع بضرورة انجاح الاسرة التي هي ركيزة في بناء المجتمعات وتقدمها ورقيها وهي المصدر المهم الاول للانطلاق نحو مصادر التنشئة الاجتماعية لذلك فهي تكتب للمجتمع للتنوير والتقيف والتعليم .