اربعون عاما مضت ، منذ فارقتنا بلا وداع ,عشناها مرارة وحزن.. وصغارك الأربعة عند باب الدار ينتظرون عودتك ,لم نكن نعلم انك منذ ذاك الوقت في عليين .. في رحاب الرحمن, في جنه عرضها السموات والارض.
اربعون عاما ونحن نعاني ونقاسي.. ليس لانك شهيد لان ذلك ارادة الله سبحانه وتعالى اختياره، وانما لاننا لازلنا بحاجه لك، ولازال وطنك بحاجه لك، ولازال رفاقك ومحبيك بحاجه لك.
كنا نعلم انك لم تكن وحدك في المعركة ,بل كان هناك الرفاق .. فيهم من قضى نحبه وفيهم من كان ينتظر وما بدلوا تبديلا.
المجد كان ينحني أمامكم , لكم كل النياشين والأوسمة .. فوق صدوركم معلّقة , نخلع قلوبنا على نعل أقدامكم, ليدوم عزكم ,ونضع أكاليل الغار حول اعناقكم يا من أنتم أكرم منا جميعا .. يا من رويتم تراب الوطن بدمائكم .. وسطرتم صفحات مضيئة ,وحفرتم تاريخاً لم يمحَ ولن ينسى أبداً، تاريخاً كتبت حروفه بالدم ومعبق برائحة البارود.
يا محمود.. انك حي لم تمت، فالشهداء احياء عند ربهم يرزقون، ونحن على طريقك سائرون ، غايتنا احدى الحسنيين النصر أو الشهاده .
لم تكن يا محمود في عيون الأعداء إلا رصاصاً أو قنابل ,لك انحناء أرواحنا وأنت تقاوم ,تنسج من لحمك حبل الصعود, ومتراس الصمود, تقاتل ولا تساوم, لتعيد لنا أقدس العواصم , لتعيد لنا المدافع, لتعيد لنا المدامع, وتعيد تاريخ الشعب المقاوم, لك قلوبنا نرفعها لتكون المتاريس, وتكون القلاع, وتكون الشراع, ليدوم مجدك يا شهيد القدس وتعيدها لنا أحلى العواصم.
أنت الصدارة في زمن الحضارة, وأنت وطن سكن فينا منذ الازل, متوشحا زيتون بني كنانه ويبلا ، كنا صغارا عندما سطرت ورفاقك ملاحم البطولة ,لكن شاءت الأقدار ان نحضر عرسك يا شهيد, وأنت الرجولة ..كفك والأصابع من حديد ,على الزناد كي لا نعود إلى عصر العبيد, لتعيد ورفاق دربك ماضينا التليد ,وتعيد صلاح الدين وابن الوليد ... وتكون النصر الأكيد, أو تكون الشاهد والشهيد.
Zubi1965@hotmail.com
الكاتب صحفي .
الصورة للشهيد الذي لم تتحلل جثته خاصة ب عمون ..