يكفي أن تنفذ وزارة النقل وصلة الشيدية في إطار سكة حديد العقبة وهو المشروع الذي يراوح مكانه منذ عقود..
لا تمل وزيرة النقل من تكرار الحديث عن مشروع شبكة السكك الوطنية , حتى مع فقدانه لجدواه الاقتصادية لصعوبة الربط الاقليمي لما تشهد الدول المجاورة من ازمات امنية .
لا فائدة إقتصادية من المشروع من دون الربط مع الدول المجاورة لغايات نقل البضائع والركاب الا إذا كان لدى الخزينة مال فائض لا تحتاجه أو برصيد دين يساوي صفرا .
حتى مشروع وصلة الشيدية الذي يتكلف 53 مليون دينار عدا قيم الاستملاكات التي لم تسدد للمواطنين بعد , أدرجته الحكومة ضمن مشاريع صندوق التمويل الخليجي وقد كان من الأفضل أن يترك شأن إنشائها لشركة الفوسفات أسوة بميناء الفوسفات في العقبة , وتوجيه مخصصات الوصلة من المنح الخليجية الى مشاريع تحقق فوائد أكثر شمولية للإقتصاد الوطني .
التفكير في مشروع سكة حديد وطنية سيكون واقعيا لو أنه اقتصر على خط يصل إلى العراق لخدمة التجارة البينية , لكن هل حجم التجارة والشحن والركاب والمساحات بين المدن الأردنية يستحق إنفاق خمسة مليارات دولار؟. .
الوزارة مصرة على المشروع رغم أنه يفتقر إلى الجدوى , فعائد يقدر ب 16 % لا يفي بالغرض مقابل كلفته الباهظة وقد تم بالفعل رصد مخصصات لاستملاك وتخصيص الأراضي وكلفتها الإجمالية على مسار خطوط الشبكة 250 مليون دينار وما تبقى هو تدبير 750ر4 مليار دولار باعتبار أن كلفة الاستهلاك توفرت من «الصندوق الخليجي.
مشروع السكك الوطنية حيوي لكن في بلد غير الأردن ولتسويق المشروع تبالغ الوزارة في وصف كثافة عدد الركاب وضخامة حجم البضائع التي سينقلها وعن مراكز إنتاج غير موجودة.
الحديث عن مشروع سكة الحديد بدأ منذ العام2006 قبل أن يغيب لعدم جدواه قرابة خمس سنوات ليعاد بعثه في سياق مشاريع الأحلام التي لا تتحقق.
بدلا من تقليب أوراق قديمة على الوزارة أن تبحث عن مشاريع واقعية لتحسين خدمة نقل الركاب , داخل المدن الرئيسية , وإن ظفرت بمثل هذا الانجاز ستستحق وساما يتوج وجودها وهو رضا المواطن .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي