مع الدكتوره حياة الحويك عطية .. " الاردن " ..
16-04-2015 05:39 AM
مع الدكتوره حياة الحويك عطية في كتابها اكتشاف الوطن .. " الاردن " .. بقلم السفير الدكتور موفق العجلوني ..
عمون - في حفل اشهار كتاب " اكتشاف الوطن - الاردن " لمؤلفه الدكتورة حياة الحويك العطية قبل يومين في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي, شدني حقيقة ما قاله الدكتور زهير الطاهات استاذ الصحافة و الاعلام في جامعة البترا بتقديمة الكتاب " اكتشاف الوطن - الاردن " و كذلك كل من القامات الادبية الدكتور سمير قطامي و الدكتور عمر الغول . و الحشد الكبير من الحضور المميز الذي غطى منتدى عبد الحميد شومان الثقافي .
و السؤال الذي نطرحة على انفسنا كاردنيين هل نعرف وطننا الاردن ؟؟!! و الجواب لكي نعرف وطننا حقيقة يجب علينا ان نتلمس ترابه , و عندما نلمس ترابه نسير مع الخط الحضاري عبر تاريخ العروبة و تاريخ الحضارة الاسلامية والعالمية و الذي يشكل الاردن بتاريخه الرقم الصعب في الحضارات العالمية التي تعود الى الاف السنين . و ها هو الدكتور زهير الطاهات يعطينا اضاءات حول المؤلف النادر و المسبوق للدكتورة الحويك عطية " اكتشاف الوطن الاردن " . يقول الدكتور زهير الطاهات :
حياة الحويك لبنانية التكوين ومسقط الرأس ، واردنية الروح لجسدها التي تصب فيه دماء العروبة، التي تسري في كيانها كنشيدة قومية ..انسانية تسبر بجذورها الراسخة اعماق التاريخ فكرا واصالة متصلة مع الحضارة الغربية فكرا وتنويرا تحمل في ثناياها خاصية المعاصرة المتنورة ... لتشكل جسرا حضاريا بفكرها الثاقب .. تحتضن في جنبات روحها ثقافتين يتمازجان في كيانها الانساني بذكاء وفطنة وكياسة وتوازن ، وتضمهم الى روحها الوثابة في حوار عقلاني ترجمته بحسها ، لتحقيق التمازج الحضاري والفكري الذي يشع من مراياها السبع المشكله من نسيج الابداع والثقافة والفكر والتميز والادب والسياسة والايدولوجيا الفكرية المتنورة لينبت على حافة النهرين نباتا اسطوريا في كتابها بين نهرين (نهر الاردن والدانوب ).
وحرصت منذ نعومة اظفارها ان تصقل شخصيتها بالاطار القانوني الممتد من كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية ..لتسمو قامتها في الدراسات العليا القانونية في باريس.. ثم يشتد عودها الاكاديمي والعلمي بدارسة الدكتورة في الاتصال الجماهيري والاعلام بمرتبة الشرف من جامعة السوربون..لتوظف هذه العلوم في حوار الحضارات المستند الى العقل والمنطق والشواهد والبراهين .. لتشكل لنا الجسر الذي يربط بينهما برابط فكري مبني على الدقة والموضوعية في النقل والمصداقية والتوازن .
حياة الحويل قد تشكلت روحها المتلهبة بالابداع المشبع بنور المعرفة والعلم بطاقة نورانية لاتهدأ.. دائمة البحث والتقصي ، تستكشف خفايا واسرار الارض الاردنية التي عاينتها بعيون زرقاء اليمامة ، واستنطقتها ، ورسمتها على صفحات كتابهــــا ( اكتشاف الوطن ، الاردن) الذي سخرت في ثناياه علومها في القانون والفلسفة ، والسياسية ، والتاريخ ، والدين ، والترجمة ، ليكون منتجا قل نظيرة .
وامتدت روحها المبدعة في مسقط راسها لبنان والاردن التي اعتنقتها مقرا لا ممرا الى كل الوطن العربي لتصل اوروبا تسكب من رحيقها المعرفي الابداعي في مجالات معرفتها الفنية في الصحافة لتصل مقالاتها لاكثر من سبعة آلاف مقال في المجالات كافة نشرت على مستوى الصحافة الاردنية والعربية والعالمية ..وانتاج خمسة كتب متنوعة في عالم الفكر والثقافة تغني المكتبة العربية ، وتتمكن من انتاج 22 كتابا مترجما من الفرنسية للعربية وبالعكس ، بمختلف مجالات المعرفة .. شاركت في ما يزيد عن مئتي مؤتمر وندوة ومؤتمر علمي وقدمت العديد من المحاضرات ، على امتداد العالم العربي والاوروبي والامريكي واشرفت على 29 فيلما وثائقيا ، وتمت استضافتها في 172 ندوة ونقاش تلفزيوني على الفضائيات العربية والاجنبية ، نشر لها 45 بحثا محكما في اعمال مشتركة صادرة عن مؤسسات عربية وعالمية .
كما تماهت روحها الشفافة لتكون جسرا ما بين النهرين لتعانق وتوصل الارض والنهر والانسان والارث الثقافي لسكانيه من دول النهرين في اوروبا والاردن .. حيث كانت تنقل لنا برشاقة الكلمات والصور عذرية المكان وعبقريته تستحضر الماضي من الحاضر وتحلق في الق المستقبل في كتابها (اكتشاف الوطن الاردن ) بقولها " تأخذني النظر الى البعيد خارج الزمن .. داخل جفني بكفي المفتوحة اراقب خياله تطل من افق ما...
الدكتورة الحويك تحمل العديد من الجوائز والميداليات من اهمها درع القدي ، وجائزة البحث العلمي في مجال الاعلام ، ودرع وزير الخارجية اللبنانية للطاقات الاغترابية اللبنانية لعام 2001 .
في كتابها اكتشاف الوطن الاردن تمكنت الدكتورة حياة الحويك ان تنقل لنا حديثا اسطوريا للارض التي تلتحم بها روحا ووجدانا من زوايا جديدة تعكس مراياه الابداعية كل ثنايا المكان وخفاياه واسراره التي تفيض بالجمال والعراقة والاصالة ضمن خط فكري ثقافي يتسم بالوعي الذي احدث العاطفة السامية الصادقة .
في واقع الحال الدكتورحياة .. مزجت مراياها عن الوطن الاردني خلال حسها الصحفي الابداعي الذي يشعر ويحس ويتناول الاشياء ما لا يستطيع حس آخر ان يضاهيه نقاءاُ وابداعا لانها تتفحص الاشياء التي تناولتها بعمق التجربة والخبرة وبتقنيات الكتابة الابداعية تعكس مراياها ما خلف المشهد انها التي تسبر الماضي والحاضر والمستقبل ، كما نراها خلال هذا المؤلف الذي يفيض بالابداع تمزج فيها بقوالب فنية ابداعية رائعة ما بين حسها الصحفي ، وما بين الوان الفكر والثقافة والوعي القومي والانساني ...تجسد ابعاد الصورة الثلاثية وتسكب في اعماقها روحا ناطقة تأخذ المتلقي الى عالمها يحس ويشعر ويرى تستند الى مخزونا المعرفي خلال نقلها الصادق بدقة وموضوعية وموثوقية .. نجدها خلال كتابها اكتشاف وطن تدخل البيت الاردني تتفقد حجراته الممتدة الى عمق حضاري ضمن الوطن العربي الكبير بأعمدته العروبية ... حتى تمكنت بوعيها وبتكنيك المزج المتميز ان يكون المكان ناطقا وكأنه يحدثنا بقصص الاوائل بكل وعي وبما لديه من كنوز واسرار اردنية ذات جذور تضرب باعماق التاريخ .. ضمن سمفونية غنية بمعاني الاعتزاز والفخار.
حياة الحويك لم تقدم لنا صور المكان الاردني باسلوب المدرسة التجريدية في الكتابة بل كانت تصب باعماق لوحاتها الفنية للمكان الروح الناطقة بمعجزات المكان الاردني وجماله وعظمته رسمت لنا الموناليزا الاردنية تعبر المكان والزمان بفن راق يبتعد عن الرتابة والملل لتقدم على صفحات كتابها صور تشع بنور الابداع الصحفي بفنونه المختلفة تستند احيانا الى فن الفيتشر ستوري ( Feature Story ( للمكان .. ومن خلاله استطاعت ان تسخر اساليبه وتقنياته لاول مرة في ادب الرحلات وان تطوع الكتابة التاريخية في قالبه الماسي وان تخضعه الى اساليبه الفنية ضمن مهارات ابداعية خلاقة, وسيطرت بكل حرفية على عناصر الجذب والتشويق والاستمالة .. وهي تخبر وتنبىء وتمدنا بالحقائق والمعلومات بعيدة عن السرد التاريخي الجاف ولغته الخشبية الصمـــاء الجامدة الى فن القصة الصحفية (Feature Story ) الذي قلبت فيه صفحات دفاتر التاريخ صفحة تلو الاخرى وتطوي عنقه لتدخل الى قلب البناء الفني الرصين الناطق بلغة تتسم بالوضوح والبساطة والدقة والموضوعية حتى اصبحت لوحاتها الفنية داخل الكتاب ناطقة وكانها تحدثنا عن قرب وتعزف لنا خلالها على اوتار الوعي ضمن خط فكري ثقافي واضح تخاطب العقل السامي وتنير فينا العواطف السامية وتبعث فينا الروح القومية والانسانية ضمن لوحات تاريخية ثقافية ابداعية عندما كانت تدخل المكان فتنثر ما في ثناياه خلال تفكيك عناصره تدخل بوابات التاريخ والحضارة الانسانية تعطينا صورة بانورامية ناصعة ناطقة ذات فسيفساء اردنية عروبية اسلامية عالمية نادرة .
لم تترك الدكتورة حويك حقبة تاريخية الا عكستها مرايها بدقة عبر هذا المؤلف الذي حمل في ثناياه الكثير لتروي لنا قصص الحضارات التي احتضنتها الارض الاردنية وتصل بنا الى محطة ميشع الملك المؤابي الذ غفل كثير من المؤرخين على المستوى العربي والدولي عن مسلته في جوانبها الاعلامية .
تمضي الحويك في كتابها لتغرس معاني القيم الوطنية والولاء والانتماء المستند على الوعي بالمعرفة والثقافة لا المبني على العصبية الصماء حتى الشخصيات التي عرضتها قدمتها بطريقة البورتريه الصحفي ( Portrait photography ) ومن المكان كانت لوحات الصورة القلمية سيالة بالابداع خلال تقنيات فنية صحفية عالية المستوى وتكنيك صحفي متميز .. وكانت تحاكي الارض خلال فك شيفرة الارث الحضاري وكنوز التراث بقولها هذا ما تقوله جدائل الارض التي حاولت ان افككها قبل ربع قرن لاقرأ مخبوءها واشم رائحة بخورها المعتق منذ عشرات آلاف السنين في احقاق الروح .
لم تركن الدكتورة حياة الى التوثيق والارشفة فقط بل ذهبت بنفسها الى المكان تستكشفه تحاوره تناجيه وتقرأ تفاصيله وتتلمسه بحاسة صحفية تارة ، وبقانونية توثيقية اخرى ، وبانسانية احايين اخرى وان كانت تقول انها تستخدم اسلوب ادب الرحلات الا ان عملية الكتابة بالصورة استخدمت انموذج المرآة في الصحافة وتكنيك الفيتشر ستوري بانواره واشكاله المختلفة .. واسلوب السرد احيانا لكنها كانت توظفه في بوتقة تقنيات الكتابة الصحفية .
= = = =
نعم كما قالت معالي السيدة ليلى شرف : لقد جعلت الدكتورة حياة الحويك عطية من ادب الرحلات ادبا حياُ متحركاُ و ادباً وجدانياً في ان واحد و ربطت القارىء الاردني الى ارضه و حاضره و ماضيه و جذوره من خلال الوصف الادبي الشيق و الثقافة التراثية الغنية و العواطف الوطنية التي تسري تحت الكلمات و تغمر اجواء الرحلات .
شكرا ُ للدكتورة حياة على هذا الانجاز الرائع والجهد المميز في هذا الربط الحضاري الاردني , حيث استطاعت الدكتورة حياة ان تنطق الصخور والوهاد و الوديان و الاثار الصامتة لتعيد لنا امجادنا و اسلافنا , هؤلاء فخرنا و اعتزازنا والذين ربطوا تاريحنا بالخط الحضاري , و هو الامر الذي نرى علماء الاثار يحجون الى بلادنا فمنهم من جاء ليسلب تراثنا و تاريحنا و حضارتنا يعزيها اليه و منهم القليل الذي جاء يبحث عن الحقيقة العلمية.
شكرا للدكتورة حياة اللبنانية العربية القومية الاصيلة و التي كشفت الغث من السمين في هذه التحفة الادبية المليئة بروح الحضارة الاردنية والتي تزين تاريح الحضارات العالمية . و شكرا لمساهمات كل من الدكتور زهير الطاهات و الدكتور سمير قطامي و الدكتور عمر الغول باضاءاتهم الرائعة على المؤلف الرائع للدكتورة حياة : " اكتشاف الوطن الاردن " . هذه السيدة الفاضلة المليئة بالحيوية و التي تشرفت بالتعرف عليها عن قرب من خلال زمالتي لها في جامعة البترا و هي بحق تستحق ان تمنح الجنسية الاردنية , لانه لا ينطق باسم الوطن و ينطق حجارة الوطن ويتحسس تراب الوطن و يسهر الليالي من اجل تاريخ الوطن و حضارة الوطن الا من ينتمي للوطن باحاسيسة و مشاعره و افكارة , و بالتالي الدكتور حياة الحويك العطية بنت الوطن بنت الاردن .