جفاء ومودة بين عمان والدوحة!
ماهر ابو طير
16-04-2015 02:45 AM
بقي البرود يلف العلاقات بين الاردن وقطر، وكلام السفير القطري في عمان، زايد الخيارين الذي كتبه عبر موقع «عمون» قبيل مغادرته الى بلاده، بعد استقباله من جانب الملك، كلام جميل، يفيض حرارة، عكس برودة العلاقة الرسمية بين البلدين.
العلاقات الاردنية القطرية تعرضت لمحطات صعبة غير معلنة، ابرزها كان التحكيم بين قطر والبحرين في محكمة العدل الدولية ذات يوم، والذي تم فيه الافتراض ان يتم الضغط على شخصية اردنية في المحكمة لمساعدة القطريين في الحكم لصالحهم، وهو الامر الذي لم يتم ولم يجر وتم رفضه كليا من عمان، ومن هذه الشخصية.
من هناك ربما تأسست نقطة البرود بين عمان والدوحة، على خلفية ظن الدوحة ان الاردن يصطف لصالح المنامة، فيما الاردن كان يقول انه لا يستطيع التدخل في احكام قضائية دولية.
في كل الحالات تحسنت هذه العلاقة في مراحل وتعرضت للبرود في مراحل، غير ان نقطة التوتير الثانية كانت تتعلق بأداء قناة الجزيرة في مراحل سابقة، اعتبرت فيها عمان ان الدوحة تريد تفجير ثورة في الاردن، خصوصا، في مطلع الربيع العربي، ولربما ملف الجزيرة كان الملف الثاني في سلسلة البرود الاردنية القطرية.
ثالث هذه الحلقات يتعلق بملف الاخوان المسلمين حيث كانت الدوحة تسعى دوما لتسويق تصورها بشأن الاخوان وربما كانت هناك اتصالات غير معلنة من اجل تخفيف حدة العلاقة بين الاخوان والدولة، الا ان عمان الرسمية لم تتجاوب مع رغبات قطر، فترك ذلك اثرا سلبيا على العلاقة.
يعد ملف حماس الملف الرابع، وقد سبق ملف الاخوان المسلمين بكثير، وبرغم ان قطر كان لها تاثير ايجابي لصالح حماس في الاردن في فترات معينة الا ان قضايا كثيرة جعلت العلاقة بين الاردن وقطر تتوتر على خلفية ملف حماس، ووضعية قيادات الحركة.
لم يدفع القطريون المال لعمان، تنفيذا لتوصيات التعاون الخليجي، وهذه حالة كانت نتيجة، لقضايا كثيرة، وعمان تأخذ على الدوحة انها تتركها وسط ظروف صعبة، ولا تفي بتعهداتها فيما ذهنية قطر تتحدث هنا عن اشاحة اردنية في الاساس، عن قطر، تؤدي بالضرورة الى اشاحة وجه قطرية عن عمان.
كلام السفير القطري الذي غادر عمان، جميل وودود، لكنه يعبر عن دبلوماسية من جهة، وعن موقف من جهة اخرى، ولا ينعزل موقفه عن موقف بلاده، لكننا اجرائيا مازلنا نتحدث عن علاقات باردة، برغم كل محاولات الاحماء وتحسين هذه العلاقات بين البلدين.
ما يؤسف في علاقاتنا مع دول الخليج، تنطح كثرة منا للحديث عن المال فقط، فأما نذكرهم بخدمات حماية الخليج ونطلب الثمن، واما نمن عليهم بتصدير الكفاءات اليهم قبل عقود، واما نطيل السنتنا عليهم بوسائل مختلفة، ولا احد يتحدث للاسف عن علاقات الشقيق بالشقيق، بمعزل عن المساعدات والمال وعدد الموظفين الذين يتم التعاقد معهم، وكل هذا تسبب بتشويه سمعتنا امام دول كثيرة، تعتقد ان كل ما يهمنا هو المال فقط.
المراهنات على تحسن العلاقة الاردنية القطرية، في عهد الامير الجديد، لم تنجح، اذ حافظت على ذات مستوى البرود، واذا كانت العلاقة اليوم، هادئة ودون تشويش او اضطراب، فأن الامل في تحسنها يبقى واردا، فلماذا يبقى هذا الجفاء في الاساس وسط عالم ينهار ويتقلب ويتغير؟! الدستور