يعتبر قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص اليمن مؤشراً هاماً على مستقبل الأحداث في المنطقة ، فالروس لم ستعملوا حق الفيتو مما يعني أنهم لم يربطوا موقفهم بموقف ايران والحوثيين ، فهم لا يسحبون موقفهم في الشأن السوري في الشأن اليمني فالأمر مختلف ، ففي سوريا يدافعون عن نظام لا يريدون له السقوط بينما المسألة اليمنية تتعلق بفئة يمنية لا تمثل الأكثرية وليس لها مستقبل لتحكم ، وأقصى ما تحلم به هو المشاركة فقط ، ولا يخشى الروس على مصالحهم مع ايران لأن ايران لن تلعب بالنار مع الروس حيث الخلاف على بحر قزوين يمكن أن يحتدم وتستخدمه موسكو ومعها كل الدول المطلة على قزوين والتي لا ترى استمرار أخذ ايران لكعكة قزوين ، كما ان ايران لن تفرط بالروس الذين تحتاجهم في القضية السورية والمسألة النووية .
ولعل القرار الأخير يمثل انتصاراً لعاصفة الحزم وهزيمة منكرة لايران والحوثيين وعلي عبدالله صالح الذي كشف كل أوراقه ولن يكون له مستقبل ولا لأولاده . لقد أحكم الثرار الحصار على الحوثيين فلن تستطيع سفن ايران بعد اليوم تهريب السلاح لهم وحتى لو حصل فإن تلك السفن ستكون تحت مرمى النيران بتأييد مجلس الأمن .
كما أظهر القرار نجاح الدبلوماسية السعودية ومعها المجموعة العربية في تمرير ما تريد ولعل الدور الأردني يمثل شارة هامة للسعودية التي لم تندم يوم رفضت مقعد مجلس الأمن وقبلته للأردن وبهذا تزداد اللحمة بين المملكتين السعودية والأردنية رغم شعور الأردنيين أنهم أحق بالدعم من السيسي صاحب الرز المتلتل على قلوب الخليجيين !! وكما قال الدكتور القطري محمد المسفر بالأردن جدير بأن تلتفت إليه الدول التي تملك حيث لا يعاني الأردنيون من مشاكل سياسية بل مشكلتهم اقتصادية بالدرجة الأولى .
إن مجريات الأحداث في اليمن بعد القرار ستختلف اختلافاً جذرياً وبخاصة أن شيوخ القبائل بدأوا يعلنون عن تأييدهم للشرعية ويطالبون بالمال والسلاح ، كما ان انضمام قطاعات هامة من الجيش اليمني للشرعية يعتبر انتصاراً لعاصفة الحزم التي كانت توجه النداءات لقادة الجيش للالتحاق بالشرعية والتخلي عن علي عبدالله صالح مع احتفاظهم بمواقعهم العسكرية وهذا ما بدأنا نراه كل يوم .