facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




إنصاف المسفر وظلم هيكل


شحاده أبو بقر
15-04-2015 06:35 AM

المسافة المشاعرية الفاصلة أردنيا بين المفكر العربي الدكتور محمد المسفر من جهه ، والمفكر العربي محمد حسنين هيكل من جهة ثانيه ، مليئة بالتناقضات التي تسيل جميعها معا في واد واحد ، لتصب في بحيرة تنبئ كل قطرة منها بمدى الحب المنصف الذي يكنه المفكر المسفر لبلدنا ألاردن ، وفي المقابل بمدى الخصام المستفحل الذي يكنه المفكر هيكل لبلدنا .

في المربع الاول ، نحن أمام إنسان منصف ينطق بما يرى أنه الحق ، فيواظب وبإندفاع مقدر مشكور للدفاع عن الاردن في مواجهة الظلمة في عالمنا العربي وما أكثرهم في هذا الزمان ، وعلى رأسهم وبإمتياز هيكل نفسه ، وفي المربع الثاني ، نحن أمام إنسان نحترم سنه ونحار في فهمه ، إذ يواظب وبأندفاع مستهجن، على محاولة تشويه كل مشهد جميل في حياة الاردن والاردنيين ، حتى لقد بلغت به الأمور حد التشفي بالموت ، عندما سعى بإستنكار متعمد ، الى محاولة التقليل من هيبة جنازة العصر المهيبة التي أكرم بها العالم كله ، فقيدنا الكبير الملك الحسين رحمه الله ، وعندما قال العالم كله وبالممارسة والقول معا ، كم هو كبير بلدنا حضورا .

الدكتور المسفر حماه الله وامد بعمره ، يرى أن بلدنا جدير بدعم ومساندة أشقائنا في الخليج ، لا بل يرى ان الاردن يسهم في رد الشر عنهم ، في حين ينكص غيره ، ولسان حالنا في هذا المقام يقول للدكتور المسفر المحترم والمنصف ، ان الاردن ما كان طيلة عمره ويبقى بعون الله ، إلا خير سند لاهله جميعا ، وبالذات في الخليج العربي ، المضحي دوما لقاء ذنوب غيره من أهله العرب .

ليس سرا ان ثلث سكان الاردن اليوم ليسوا من مواطنيه ، وإنما هم عرب اشقاء فروا بارواحهم من نيران حروب وأقتتال عربي عربي في سورية والعراق وغيرهما ، ولا يملك هيكل وامثاله نكران ان الاردن وبإمكاناته ، خاض الحروب العربية كلها ، دفاعا عن الحق والكرامة العربية ، وقدم في سبيل ذلك ، دماء وشهداء وتضحيات لم يقدم مثلها احد غيره ، ففي زمن عربي مضى ، وقفنا الى جانب الكويت الشقيقة عندما ظلمها العراق الشقيق ، وإلى جانب لبنان ، وسورية التي حاربتنا عندما دخلت حرب عام ١٩٧٣ في مواجهة إسرائيل ، وألى جانب العراق عندما حشدت ضده اميركا وحطمت جيشه وقدراته ، والى جانب اليمن سابقا ولاحقا اليوم ، والى جانب البحرين عندما تهددها الخطر ، والى جانب ليبيا اليوم ، والى جانب الجزائر في حربها ضد المستعمر ، ويذكر كل العرب ، ان اول عون عربي للثورة الجزائرية وصل من الاردن ، الذي كانت موازنة دولته آنذاك ، بضعة مئات آلاف لا اكثر ، أما قضية العرب الاولى فلسطين ، فهي في صلب الهم والتضحية والاستشهاد الاردني عبر العقود ، ولا نعرف بلدا شقيقا إلا ولنا عنده موقف مشرف .

يوافقني الدكتور المسفر سلمه الله وجزاه عنا كل خير ، ان الاردنيين لم يروا يوما اخضرا منذ نشوء دولتهم ، والسبب هو المحتل الاسرائيلي من جهه، ونزوات بعض أشقائنا العرب من جهة ثانيه ، ومع ذلك ، فنحن لا نمن وحاشى ان نفعل ، فقد نعتب ، نعم قد نعتب على أشقائنا الذين يدركون حجم معاناتنا ، لكننا لم ولن نخذلهم ابدا ، وأذا ما كنا نشارك اليوم التحالف العربي في عملياته الموفقة في اليمن ، فإن ذلك في عرفنا واجب نؤديه نحو بلد شقيق ، ودفاعا عن حرمة بلدان عربية شقيقة في خليجنا العربي الذي يحاول البعض تجريب سكاكينه فيه ، واكثر من ذلك ، دفاعا عن مكة والمدينة وكل ارض الخليج العربية العزيزه .

لك الشكر والثناء حضرة الاخ العزيز الدكتور المسفر ، فلقد قلت ووفيت ، وتيقن ان الاردنيين جميعا ، ومن كل المشارب ، يقدرون لك مواقفك الاخوية الصادقة الى جانب الاردن ، وفي المقابل ، فعليك العتب ولا نقول ما هو اكثر إستنادا الى اخلاقنا ، حضرة الصحفي العتيق محمد حسنين هيكل ، وقد سعيت دوما الى تقزيم كل المشاهد الجليلة عندما تكون اردنية الطابع ، ناسيا في هذا السن الحرج ، ان رقابة الله جلت قدرته، فوق كل رقابه ، وان ساعة الرحيل قد تأتي في اية لحظه ، وعندها ، فالثواب والعقاب بالانتظار ، ومن ظلم حظه وظلم الابرياء ، سيلقى ما يستحق ، ومن نطق بالحق وانصف الابرياء ، سيلقى ما هو به جدير ، وها انت اليوم ، وبينما يفرح النابهون العرب ، بقيام تحالف عربي مطلوب دفاعا عن ارض العرب وكرامتهم ، تسعى وبالنسق ذاته ، الى تسطيح وتفتيت هذه الفرحة حبا في المخالفة والسير بعكس التيار ، وعزاؤنا في ذلك بالطبع ، انك من بلد عربي كبير في حضوره ومواقفه ، وان مصر التي انجبتك ، انجبت الكثير سواك من المخلصين لامتهم وعروبتهم ، وها هي اليوم وكشأنها دوما الى جانب اهلها العرب ، فالتحية خالصة لمصر العروبة وشعبها الكبير وتضحياتها المقدرة من اجل العرب .

خلاصة القول ، ننتشي ونسعد نحن الاردنيين ، إذ نقرأ للدكتور المسفر أعزه الله ، ونتعب ونستهجن في المقابل ، إذ نقرأ ، بعض ما يقوله الاستاذ هيكل ، وبالضرورة معنا عرب كثيرون آخرون ، ولا شك في ان اعظم ما نحتكم اليه جميعا ، هو إرادة واحد أحد لا سواه ، وهو وحده الاعلم بالغث من السمين ، ودعنا نحيل انفسنا وإياك اليه جل في علاه ، ليحكم بيننا من منا على حق أو باطل، ومن منا انصف ومن ظلم ، سائلين قدرته التي لا تدانى ، الهداية لك ولنا . أما الدكتور المسفر فعلى الرأس والعين حيثما كان ، وثق دكتور ان لك في بلدك الاردن كل الحب والاحترام والتقدير ، وعلى غيرك عتب لا حدود له هذا الآوان ، فالاردن لم يكن يوما ً مخلى قوم ً ولن يكون ،.والسبب ، انه ما تخلى عن عربي ابدا طيلة عمره ، والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :