عديدة هي الصور المشرقة المبشرة في أداء الدولة الاردنية هذا الأوان، ومن ذلك مثلا ، نهجان واعدان حكيمان لمجلس الاعيان برئاسة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، وللحكومة برئاسة الدكتور عبد الله النسور، فالحكومة تصنع حسنا بشروعها في عقد لقاءات مباشرة مع ممثلي المجتمع المحلي في محافظاتهم، لتدارس الظروف السائدة في المحافظات والاستماع مباشرة وميدانيا الى تصورات الاهل فيها إزاء ما يواجههم من تحديات، والتفكير جماعيا في كيفية مواجهتها، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم.
هذا النهج الذي تتبعه الحكومة برئاسة الدكتور عبدالله النسور، يأتي تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك، وتأكيد جلالته المستمر ، على ضرورة الذهاب الى المواطنين في محافظاتهم، والاستماع اليهم مباشرة، والعمل على حل المشكلات التي تعانيها المحافظات ميدانيا، وفي ذلك بالضرورة، تجسيد للعمل الميداني المنتج، عوضا عن مزاولة التخطيط والتنفيذ مكتبيا، وبصورة قد لا تخدم الغرض كما يجب، فأن ترى وتسمع معا، خير من أن تسمع وحسب.
يعرف الجميع ان الاهل في المحافظات ، يعانون جراء الفقر والبطالة في ظل تدني حجم فرص العمل المتوفرة من ناحيه، وسيادة ثقافة البحث عن وظائف حكومية غير متوفرة اصلا من ناحية أخرى، في جهاز حكومي متخم وغير قادر على استيعاب المزيد.
وهنا تبرز الحاجة الملحة إلى إحلال ثقافة جديدة قوامها توجيه اهتمام الشباب وعن قناعة تامة، نحو الاعمال الحرة في القطاع الخاص، وذلك امر يتطلب جهدا تشاركيا بين الجهات ذات العلاقه، ومنها الجامعات والمدارس والاسر ووزارات العمل والتخطيط والتربية والتعليم العالي، وغير ذلك من المؤسسات الوطنية المعنيه ، خاصة وان الحكومة توفر حاليا اكثر من صندوق إقراض لتشجيع إقامة مشروعات إنتاجية صغيرة ومتوسطة يمكن ان تكبر وتتطور بمرور الايام.
وفي سياق متصل يثير الاعجاب حقا، ذلك النهج الذي يختطه رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، تعزيزا لدور المجلس في التفاعل مع المجتمع والقضايا الوطنية كافة، ومن ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر ، اللقاء التشاوري المنتظم خارج القبة، للتداول بين الزملاء بشأن الامور الوطنية، وإستقطاب الكفاءات للاطلاع على رؤاها وأفكارها حول مسائل اساسية في حياة الوطن، وكذلك الجهود المكثفة التي بذلت في قراءة وتتبع الاوراق النقاشية الملكية التي اصدرها جلالة الملك تباعا، والبحث في الدور الذي يمكن لمجلس الاعيان النهوض به دعما لما تضمنته من فكر مستنير ورؤى سديدة، باعتبارها بمثابة خارطة طريق لمستقبل الوطن على كل صعيد .
ان هذا النهج الجديد الذي ارسى اساساته الدكتور الروابدة، يفتح الفرص رحبة للزملاء والزميلات الاعيان ، للقاء بأنتظام خارج إطار جلسات المجلس ، والدخول في حوارات مثمرة تعزز دورهم الدستوري في إثراء الهم العام للوطن بمختلف تفاصيله ، والتماهي الجاد المطلوب مع رؤى جلالة الملك رأس الدولة وراعي سلطاتها ، في كل ما من شأنه خدمة المصالح العامة والعليا للوطن ، هذا فضلا عن اللقاءاءت المنتظمة كذلك مع الفعاليات الوطنية والاستماع الى آرائها وتبادل الرأي معها ، في كل ما يتصل بالشؤون الوطنية وقضايا المجتمع ، وبروح تشاركية تجسد المبادئ الديمقراطية في احسن صورها .
هاتان صورتان مشرقتان للأداء الوطني المتطور، تؤديه السلطتان التشريعية والتنفيذية، وهو أداء يستحق التقدير ، ويبشر بتطور افضل وعلى نحو مكثف اكثر ، ولا شك في انهما صورتان تحظيان بالاعجاب والثناء ، والفضل بعد فضل الله سبحانه، هو للتوجيه الملكي المعبر والمقدر، ثم لرئاستي مجلس الاعيان ومجلس الوزراء اللتين اجادتا الاستجابة للرغبة الملكية من جهة، واللتين تتمتعان بقدر عال من الكفاية الوطنية المقدرة والمثيرة للثناء.