رئاسة نتنياهو مصلحة فلسطينية
د. فهد الفانك
13-04-2015 03:36 AM
فاز نتنياهو بولاية ثالثة ليصبح أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل ، وقد ربح الانتخابات الأخيرة بوسائل وصفتها الصحافة الأميركية بأنها دنيئة.
نجح نتنياهو لأنه عبـّر بوضوح وصراحة عن عنصريته ضد العرب ، وحرض أنصاره على انتخاب حزبه بحجة أن العرب يذهبون لصناديق الاقتراع بالجملة. ونجح لأنه رفض الحل الذي يلقى إجماع العالم وهو حل الدولتين. ونجح لأنه ذهب في الاتجاه اليميني إلى حده الأقصى وأعلن أنه لن يسمح بقيام الدولة الفلسطينية في عهده.
بفضل السلوك الأرعن لنتنياهو ، فقدت إسرائيل ما قد يكون لها من شرعية دولية ، وفقدت أهم أصدقائها وهي أميركا ، وأصبحت في عزلة كدولة مارقة.
مَن غير نتنياهو يستطيع أن يحقق عزلة إسرائيل الدولية ، وإحداث شرخ في علاقتها مع أميركا ، واستعداء الرئيس الأميركي شخصياً؟. ومن غيره يستطيع اقناع أميركا بالتوقف عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من الإدانة ، وقريباً الإعلان عن قيام دولة فلسطينية بحدود 1967. نتنياهو حقق كل هذا واستحق شكر الفلسطينيين والعرب.
لن تستطيع إسرائيل بعد اليوم الإدعاء بأنها دولة ديمقراطية ، فهي دولة عنصرية بامتياز ، تطبق نظام الفصل العنصري ، ترفض الالتزام بالقانون الدولي ، وتقف في مواجهة العالم المتحضر ، ترفض الاعتراف لحوالي ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية بحق المواطنة والتصويت.
كان الوقت متأخراً كثيراً عندما اعترف نتنياهو بما اقترفه من خطايا فأعلن أنه يرى نفسه كرئيس وزراء لجميع مواطني إسـرائيل بدون تمييز ، أي أنه يمثل العرب واليهود على حد سواء. ويبقى أن يجد نتنياهو من يصدفه ويأخذ كلامه مأخذ الجد.
يذكر أن استطلاعات الرأي السابقة لإجراء الانتخابات الإسرائيلية دلت على أن نتنياهو سيخسر. لكنه استطاع أن يقلب الموازين في يوم الانتخابات بالتعبير عن تطرفه وعنصريته ، الأمر الذي لا يسـيء لصورته فقط ، فهي سيئة أصلاً ، ولكنه يسيء إلى أغلبية الشعب الإسرائيلي الذي تجاوب مع الشعارات العنصرية ، وأعطى صوته للأكثر عنصرية ومعاداة للعرب.
نتنياهو يستحق الشكر ، فقد أسدى للقضية الفلسطينية خدمة جلى ، وكشف إسرائيل على حقيقتها ، ودفع أقوى حلفائها على اتخاذ موقف. الرأي