في أمتي لا تسمع إلا عن تقدم داعش، وتراجع الحوثيين، وسيطرة النظام، واستيلاء الجيش الحر، واستعادة طرابلس، وسقوط تكريت!!

كم كنت سعيدا حين تصدرت وسائل الاعلام خبرا ليس له علاقة بالاعدامات، ولا بالدبابات، ولا بالمليشيات.. فقد أعفى خادم الحرمين الشريفين وزير الصحة من منصبه، لأنه لم يحسن معاملة أحد المواطنين !!

في بلاد الغرب، من الطبيعي أن يعفى وزير من منصبه لأنه وافق على قبول هدية عبارة عن حزام جلد، ومن الطبيعي أن يعفى وزير من منصبه لأنه لا يجيب على هاتفه وقت الضرورة، ومن الطبيعي أن يعفى وزير من منصبه لأنه أخفى حقائق عن الصحافة.. ومن الطبيعي أن يعفى وزير من منصبه لأنه تم اكتشاف تعيينه لابن خالة جوز عمته بدون حصوله على شهادة خلو امراض..

بينما في بلاد العرب اوطاني، لا يعفى الوزير من منصبه الا إذا حصل على شهادة وفاة، او إذا هرب بنصف الموازنة خارج البلاد، او لا تربطه صلة قرابة او نسب او صداقة مع الرئيس الجديد.

او استكمل تعيين كافة ابناء عشيرته في الدائرة!!

نعم حادثة تستحق ان نقف عندها مطولا، نشكر، ونثمن، ونقدر، ونطالب ان يصاب بالعدوى منها العديد من المسؤولين العرب..

حصل قبل عدة سنوات ان وصف احد المسؤولين الشعب بالزبالين والحمير.. ولا يزال المسؤول حتى يومنا هذا مسؤولا عن الزبالين والحمير..

لم يعاتبه احد، ولم ينهره أحد، ولم يستدعه أحد.. وكأنه كان صادقا في وصفه!!

نعم ليس كل ما تحتاجه الشعوب صحة وتربية وشوارع ومدارس ومستشفيات.. بل هي بأمس الحاجة أيضا الى جرعات من "الكرامة"، تحفظ هيبتهم وإنسانيتهم ووطنيتهم.

فعلها "سلمان".. بأن رد الجميل جميلا.. فالشعب الذي يحفظ أمن البلد، ويعمل بكل تفان واخلاص، علينا أن نكرمه بحسن معاملته.. والوزير ليس أغلى من المواطن.. والوزير ليس أكبر قدرا من المواطن، والوزير في كل بلاد العالم مسؤوليته خدمة المواطن !!

لا نريد بعد اليوم أن تسعوا لشراكة مع الدول المجاورة، ولا نريدكم بعد اليوم أن تبحثوا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا نريدكم بعد اليوم أن تثمنوا ماجاء بمباحثات الزعيمين..

فقط اقتدوا بـ "سلمان" .. ونظّفوا البلد من كل المتعجرفين والذي أصبح الوصول الى أوباما أسهل من الوصول الى مدراء مكاتبهم.. نظفوا البلد من كل أولئك الذين يروننا طفيليات نتغذى على أوراقهم وتوصياتهم وهواتفهم… نظفوا البلد من كل أولئك الذين يعملون لأقاربهم وأنسبائهم وأرحامهم!

فعلها "سلمان"، وأقال وزيرا لم يحسن فقط معاملة مواطن!! العرب اليوم