حَزَمتْ السعودية أمرُها وباشرت بقصف مواقع الحوثين في اليمن وتَبِعَتْها دول دخلت في إطار التحالف لقصف اليمن في سابقة لم تحدث منذ 50 سنة بعد التدخل المصري السعودي في اليمن في أواخر الستينات ، طائرات عربية تقصف عرباً أقحاح والتهمة دعم إيران لهذه المجموعة ، ويأتي هذا وذاك في إطار الفوضى الخَلاّقه والشرق الأوسط الجديد والكبير والإصطفاف السني والشيعي في إطار مُخطط إقامة اسرائيل الكبرى والمُتمثل في إضعاف جيوش المنطقة وتفتيت دولها .
وفي إطار بعثرة ما تبقى من العرب وخلق البلبلة بين مواطني الدولة الواحدة بين مؤيد ومُعارض عدا عن الإطار الديني والحديث عن قتل المسلم لأخيه المسلم بعد أن اصبحت دماء المسلمين و أشلائهم و أكْل أعضائهم جزءاً من ثقافة المنطقة وتُدرس كمناهج في كبريات المعاهد الدينية عدا عن الفكر التكفيري الذي ولا شك كان ثمره لجُهد مُبارك آتى أُكله للموساد الإسرائيلي والسي آي إيه والأجهزة المتعاونة معها في المنطقة .
وفي الاسبوع الثالث للقصف المتواصل لطائرات التحالف العربية وبعد الرسائل الأمريكية الواضحة لدول المنطقة والتي اعلنت فيها كف يدها عن التدخل بعد أن وضعت بذرة ناجحة للنزاع وزرعت الكافي من الألغام القابلة للإنفجار في أية لحظة ، ما هي الآثار المباشرة لهذه الحملة على بلدٍ فقير شبه مُعدم كاليمن ؟؟؟ تخريب وتدمير ما تبقى من البنية التحتية والتي لن يتأثر بها اليمن كثيراً لأن طبيعة البلاد وسكانها أصلاً يُمكنهم العيش بدونها !!! الأنكى هو قصف الأطفال والنساء واللاجئين وهدم البيوت أمّا المُقاتلين فلم نرى لهم أثراً ولم نرى أثراً للقصف عليهم ؟؟!!، كما أن الحوثيون زحفوا لاحتلال عدن وسقطت المدينة أو باتت على وشك كل هذه الآثار وغيرها من نتائج مباشرة قد لا تكون بأهمية ما يتبع .
الحقد بين الجارين السعودي واليمني وطول الحدود بين البلدين وسهولة اختراقها وطبيعة الشخصية اليمنية التي لا تسكت على الثأر وقِبَليةْ النزاع في المناطق الحدودية ومصلحة دول في إطالة الصراع ما دام بين العرب وعلى الأرض العربية ، وما دامت مصانع السلاح تنتج وتبيع أطراف النزاع ، وما دامت الشركات الغربية هي من تُعيد تأهيل وإعمار ما يتم تدميرهُ من بُنى تحتية ومرافئ وموانئ ومصافي ومصانع لتُصبح مُخرجات المصانع الغربية مضمونة التسويق.
الدول المشاركة في التحالف ذهبت لأن السعودية بدأت بقصف مواقع الحوثين والكثير منها لم يكن يعلم بنية السعودية ولكن لإعتبارات مصلحية ذهبت هذه الدول وراء السعودية ومن تجربتنا السابقة في قضية العراق و الكويت نؤكد أن الأمة العربية وقعت في متاهة جديدة لربع قرن جديد إن لم يكن أكثر ، ولكن هذه القضية شائكة بشكل كبير لأن فيها طرفاً طائفياً على اعتبار أن الحوثين من الشيعة وهذا ليس صحيحاً بالمُجمل فالحوثين من الطائفة الزيدية الأقرب للسنة منها للشيعة ، كما أنهم أقرب إلى آل البيت وكان لهم الحكم في اليمين لأكثر من ألف عام.
نأمل أن لا تكون هذه العاصفة من أخطر العواصف التي تواجها المنطقة بما يَعصُف بكل انجازات الأمة ويزيد الدماء المسفوكة والأشلاء المُقطّعة بما يُدخل المنطقة بالكامل نفقاً مظلماً وقد يكون بداية حرب إقليمية ما لم تكن كونية.