facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




دفاعا عن مكة والمدينه


شحاده أبو بقر
11-04-2015 11:47 PM

يستمر الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشريف وسائر فلسطين منذ عقود عديده ، ومع الاحتلال تتواصل عمليات التهويد الممنهجة لكامل التراب الفلسطيني ، وبالذات في القدس والخليل وبيت لحم ، حيث المواقع التاريخية التي تظهر عروبة هذه الحواضر الدينيه ، وهو تهويد رافقه تخاذل عربي وإسلامي مستمر عن ردع هذه الهجمة الخطيرة ، وصمت دولي مريب ، وبخاصة من جانب القوى الكبرى التي تنصب نفسها وصية على الشرق الاوسط كله .

بالتزامن مع هذا الواقع المر ، يأتى الخطر الجديد القديم هذه المرة من الشرق ، حيث الطموح المستمر منذ عقود عديدة كذلك ، للهيمنة على الشرق العربي كله ، من خلال توظيف حالة الهوان العربي المستفحل من جهه، والفتن الطائفية من جهة ثانيه ، سبيلا لبلوغ هذا الطموح المرعب ، وهو طموح يضع نصب عينيه حاضرتين لا تقدران بثمن في عالم اليوم ، وهما مكة المكرمة والمدينة النوره .

من يتتبع بدايات ومسيرة هذا الطموح المرعب ، لا بد وان يسأل نفسه السؤال المباشر ، عن المبرر الذي يدفع دولة يفترض انها دولة إسلامية صديقه ، للتدخل بالمال والاعلام والسلاح والمقاتلين والخبراء ، في كل من العراق وسورية ولبنان والبحرين وأخيرا اليمن ، فضلا عن تدخلاتها وبتفاوت في دول عربية اخرى .

الجواب عن هكذا سؤال ببساطه ، هو الاطاحة بالنظم السياسية العربية في تلك الدول تباعا ، وصولا الى دول أخرى كنتيجه ، وبالتالي إتاحة الفرص رحبة لأقليات طائفية للسيطرة على الحكم في الشرق العربي ، تحت مغريات شعار الموت لاميركا واسرائيل ، وهو الشعار الذي يستهوي مشاعر الجماهير العربية المحبطة ، والناقمة اصلا على السياسات الاميركية والغربية التي توفر التفوق لاسرائيل المحتلة لارض ومقدسات وكرامة العرب .

في ظل هذا الواقع الخطير ، جاء التدخلفي اليمن عبرالتحالف العربي الذي انعش آمال كل العرب النابهين المدركين للخطر الآتي من الشرق ، وبخاصة أولئك الذين يدركون عمق الخطر والنوايا الطامحة للهيمنة على ارض الحرمين الشريفين ، وأقامة امبراطورية كبرى على انقاض العرب ، ومن هنا ، فإن من يقاتل في اليمن اليوم ، إنما يدافع عن مكة والمدينة قبل اليمن ، فإذا ما أنهارت الجزيرة العربية لا قدر الله ، فإن الآتي سيكون تحولا تاريخيا ينهي والى الابد ، الوجود العربي الاسلامي السني برمته ، لصالح مجد إقليمي جديد قديم ، يعيش العرب اذلة تحت لوائه ، ليس في الشرق العربي وحسب ، وإنما من المحيط الى الخليج كله .

قد يرى بعض الساذجين في هذا القول مبالغة ما ، لكنها الحقيقة المرة التي بدأت إشاراتها الاولى ، مع بدايات الحرب العراقية الايرانية عام ١٩٨٠ ، وهو ما حذر منه في حينه ، الراحل الملك الحسين رحمه الله ، عندما كان يؤكد وباستمرار ، ان إنهيار العراق ، يعني إنهيار البوابة الشرقية للعالم العربي ، وبالتالي ، إنهيار النظام السياسي العربي كله ، إلى ان جاءت اميركا بسياساتها العقيمة ، وغرست اولى بذور تحقيق ذلك الذي جرى التحذير منه مرارا وتكرارا .

اميركا اليوم وفي ظل إدارتها الحاليه ، لا شأن لها كثيرا بالعرب ، ورئيسها سيواجه قريبا عواقب نهجه داخل الهيئة التشريعية الاميركية ذاتها ، عندما تتضح للعيان ، نتائج ذلك النهج العقيم الذي ينقصه الذكاء ، وأصلا متى كانت السياسات الاميركية في الشرق الاوسط تقارب الذكاء والحكمه ، وأميركا اليوم تخذل حلفاءها العرب بوضوح ، وهي وليس العرب ، من سيخسر كثيرا ، إذا ما إستمر رئيسها في نهجه المتخاذل والمتردد الذي لا يقوى فيه ، على تحمل مسؤولية قطرة دم اميركية واحده ، ويسعى لإنهاء ولايته بسلام شخصي ، مهما كانت النتائج .

التحالف العربي لا مجال امامه ألا ان يقوى وان يشتد ويتسع ، ليس من اجل اليمن وحسب ، وإنما دفاعا عن مكة والمدينة والقدس إبتداء ، ثم عن كرامة العرب التي بلغت الحضيض وبإمتياز ، وعن كل ارض العرب ، وبالذات في المشرق ، حيث تشتد المخاطر والطموحات والتمنيات ، والتحالف العربي مطالب بتحرير القدس وفلسطين ، وترتيب امور العرب في سورية والعراق ولبنان وليبيا واليمن وكل ارض عربية ، وإلا فإن ما نحذر منه آت لا محالة ساعة لا ينفع الندم ، والمملكة العربية السعودية بنهجها الجديد ، لا بد وان تحظى بتعاون عسكري شامل من كل العرب ، وهي مطالبة في المقابل ، بأن تواصل الاصطفاف الى جانب كل قضايا العرب ، وبما تملك من امكانات ، فنحن إما بصدد زمن عربي مبشر جديد أنتجه التحالف العربي ، او نحن لا سمح الله ، بصدد إستمرار الذل والهوان ، وصولا الى ما هو اسؤأ واخطر ليس على جيلنا فقط ، وإنما على أجيال عربية عديدة قادمه ، والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :