هل يُقْدم أوباما على الاعتذار عن جريمة هيروشيما وناغازاكي .. ؟!
عودة عودة
11-04-2015 04:51 AM
70 عاما مرت على قيام الولايات المتحدة بقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945 بقنبلتين نوويتين حصدتا نحو نصف مليون قتيل وجريح من الأطفال والنساء والرجال المدنيين غير المحاربين...
ومع مرور هذه السنوات الطويلة بعد المذبحة الفظيعة هذه لم نسمع بأي اعتذار أو تأسف أمريكي من السلطة المتنفذة في الولايات المتحدة وتحديدا رأس الدولة الامريكية على مدى أكثر من سبعة عقود بل على العكس من
ذلك الإصرار على التمسك بعدم الاعتذار والندم...
فقد أظهر إستطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيياك الأمريكية مؤخرا في ذكرى المذبحة الإنسانية كان نتيجته:(أن ثلثي الأمريكيين يعتبرون قرار الولايات المتحدة بشأن اللجوء إلى السلاح النووي كان صائبا وضروريا). وسبق أن أجريت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي مقابلات صحفية مع الطيار الأمريكي بول تينيت الذي قام بإلقاء أول قنبلة ذرية في التاريخ على مدينة هيروشيما اليابانية (لم يظهر فيها أي تأنيب للضمير على فعلته مؤكدا أنه لو عادت به الأيام إلى الوراء لقام وبكل راحة بال بإلقاء هذه القنبلة مرة أخرى، وهو فخور بما فعل وأنه فعل شيئا مهما لم يفعله أحد من قبله وأنه قام بالتدريب على إلقاء هذه القنبلة الجديدة مرارا وقام بتنفيذ المهمة الموكولة إليه على أكمل وجه مؤكدا أنه ينام كل ليلة نوما عميقا هادئا بدون أي ندم أو حسرة أو ألم....
ورغم هذا الموقف المؤلم لفئة من الشعب الأمريكي (إن لم يكن هذا الاستطلاع مفبركا ككثير من الاستطلاعات في العالم) فإن الرئيس الامريكي دوايت ايزنهاور ندد بالقاء قنبلتان متسائلا: لماذا قنبلتين حبذا لو كانت واحدة..!؟
للرئيس الأمريكي الحالي و المنصرف بعد اقل من عام باراك حسين أوباما مواقف أخرى طيبة ومنها: فقد أكد تحمل بلاده مسؤولية أخلاقية للتحرك من أجل إخلاء العالم من الأسلحة النووية خاصة بأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت هذا السلاح المهلك والمدمر، كما نأمل أن لا يتحرج الرئيس أوباما من العمل بجد على إخلاء العالم من الأسلحة النووية، ونتمنى أن يكون له البصمات بشأن سياسة الصمت النووي التي تنتهجها إسرائيل والتي تمتلك المئات من الرؤوس النووية.. وإن فعل سنشاطره مخاوفه فيما يتعلق بالطموحات الإيرانية لامتلاك أسلحة نووية كما أنه يكبح جميع الأفكار لعديد من الدول في المنطقة والعالم لامتلاك هذا السلاح المخيف مستقبلا.
ويستغرب المرء هذا الذعر الأمريكي من الإمتلاك الإيراني المتوقع وبعد سنوات للسلاح النووي ودون أن يكون هناك ذعر مماثل من إسرائيل التي تمتلك هذا السلاح ومنذ الخمسينات خاصة وقد أعلنت كثير من دول المنطقة في الشرق الأوسط عن مخاوفها من السلاح النووي الإسرائيلي والذي يدفع بعضها التركيز على سباق التسلح بدلا من التوجه لمزيد من التنمية وتحقيق (الرخاء الحقيقي) الذي غاب عنها بعد وجود هذه الدولة الغاصبة للأرض التاريخية للشعب العربي الفلسطيني.
للرئيس أوباما مواقف مشرفة ومعروفة من حرب فيتنام و الحرب على العراق ودعمه لإقامة دولة فلسطينية و إقفال سجن غوانتانامو ومنع التعذيب في السجون الأمريكية.. يضاف إليها موقف مشرف أخر أعلنه مؤخرا أكد فيه تراجع حكومته عن بناء الدرع الصاروخي في جمهورية تشيك وبولاندا وقد قوبلت جميع هذه الخطوات بالاحترام والتقدير العالمي.
نحسب أن لدى الرئيس أوباما فرصة ذهبية أخرى كبيرة ومهمة رغم قصر المدة المتبقية لولايته كرئيس لاعظم دولة في العالم تتمثل بتأكيده مسؤولية بلاده الأخلاقية حول ما حدث في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابنيتين قبل أكثر من 70 عاما..!! الرأي