كيف بتحب زوجتك، عالفحم أو بالفرن؟ باصويا صوص أم بالمايونيز؟/ والعريس لما يتقدم يقول لوالدها: ممكن أدوق بنتك الاول ياعمي/ أتغدى بجوزك قبل ما يتعشى بيكى/ الحمدلله اني نحيفه ماراح يستغنى عني وياكلني/ اكلك منين يابطه اكلك منين في فراولتين بشفايفك حلوين حلوين/ هو آكلها ومخلص عليها من دون إفتاء جايين الحين تحللوا و تبيحوا ع أساس فارق معه إن كان حرام/ صح شو موقع الرجل النباتي من الإعراب؟/ أقترب اليوم الذي سأقول فيه لأبنائي:»يا اولاد احنا طابخين امكو على العشاء»/ طبعا كل عاقل لا تنطلي عليه متل هذه الفتاوي- طول مبارح بالليل بتسألني زوجتي اذا جعت راح آكلها او لا!!
هذه عينة من التعليقات الطريفة التي رصدتها على «تويتر»، بعد نشر فتوى جواز أكل لحم الزوجة، أو جزء منها، في حالة الضرورة، وهي منسوبة لمفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وجاءت كما يبدو في سياق التجاذبات الإعلامية التي اثارتها «عاصفة الحزم» حسب بعض المواقع السعودية، التي قالت أنها رد إيراني إعلامي على «عاصفة الحزم» بدس الفتوى على خلفية موقف المفتى وهيئة كبار العلماء المؤيد لـ «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين فى اليمن!
«الزعم» هنا أن «مفتي السعودية أصدر فتوى جديدة يبيح من خلالها أكل الرجل زوجته في حال ما أصابه جوع شديد وخاف على نفسه من الهلاك، والأكل قد يشمل عضوا واحدا من جسدها، أو أكل الجسد ان بلغ الجوع مبلغا عظيما» وقد تقصيت، كما فعل غيري أصول هذه الفتوى، فوجدت صيغة لخبر، جرى نسخه ولصقه، دون تغيير جدي، يخلص فيه المفتي إلى اعتبار هذه الفتوى، «دليلاً على تضحية المرأة وطاعتها لزوجها ورغبتها في أن يصير جسديهما جسداً واحداً»، وفي سياق «نفي» الفتوى غرد سعوديون وعرب وقللوا من قيمة الفتوى المكذوبة، فعلق أنيس أبو عبد الرحمن قائلا : «والله لا يصدق هذا الكذب الا احمق صاحب قرنين أو مريض نفسي». أما محمد الشنقيطي فكتب: «هذا الخبر كله كذب واتحدى الصحيفة اثبات هذه الفتوى واي صحفي محترم يخجل ام ينشر هذا الكذب». وكتب عبد الرحمن محمد معلقا : «لعنة الله على القوم الكاذبين, تجمعون الاكاذيب من المزابل و تبثون سمومكم في الناس أسأل الله أن يجمد الدم في عروقكم و ينتقم منكم شر انتقام و ان كنتم صادقين هاتوا المصدر الرسمي للفتوى وإلا فانكم كذابون».
والحقيقة، أنه لا يوجد مصدر رسمي للفتوى، حيث لم ينشر الموقع الرسمي للمفتي الفتوى المذكورة رغم نشر كل الفتاوى الرسمية للشيخ عبد العزيز به «مما يرجح زيفها» كما قالت مواقع سعودية، رغم أنني لم أعثر رغم بحثي المضني عن رد رسمي، ينفي صدور الفتوى، ولم أعثر أي إيضاح من المفتي أو مكتبه، ينفي صدور الفتوى.
استثمر كثيرون خبر الفتوى، فشرقوا وغربوا، ووجدوها مناسبة للنقد، والتندر، وربما إطالة اللسان على الدين وأهله، ورجال الفتوى، ولم يكلف أحدهم خاطره للبحث في أصل الفتوى، ومدى صحة نسبتها لصاحبها، بل استثمرها لنهش من نسبت إليه، وبلاده، والإسلام، عموما، كيف لا وهي بمثابة «صيد ثمين» لتسديد حساب كامن في نفوسهم، وفرصة سانحة لإخراج ما في أنفسهم!
بالنسبة لي لا استبعد صدور هذه الفتوى، فقد أفاض علماء شريعة مسلمون في الحديث عن «قضية أكل لحم الآدمي» وما إذا كان هذا «الأكل» حلالا أو حراما، ومن يحل أكله، ولكنني لم أجد أي ربط بين هذا الأمر ولحم الزوجة إطلاقا، بل تداول بعض الفقهاء، مدى جواز أكل لحم الآدمي، للحمه هو، بقطع جزء من فخذه، من باب إتلاف البعض للحفاظ على الكل، في حال الضرورة، وخشية الهلاك، وهو تداول –فيما أرى- يجري استثماره على نحو سيء، ويُجتزأ من سياقه، للتدليل على «وحشية» الإسلام، والعياذ بالله، من قبل بعض المتربصين به وبأهله، ما يطرح ضرورة تنقية فقهنا من كثير من الأمور المسيئة، التي لم ترد لا في قرآن كريم، ولا سنة مطهرة، بل صاغها خيال مجنح لبعض الفقهاء، وافتراضات بلغت حدا مذهلا من اللامعقول، كجواز صلاة من يحمل «كيس فساء» أثناء الصلاة! الدستور