بالامس القريب رحل يعقوب زيادين الذي عايش اربعة اجيال من الاردنيين ...غالبية الذين تحدثوا عنه ونعوه لا يعرفونه شخصيا..لكنهم احبوا الرجل...واحبوا اخلاصه ووفاءه للمباديء التي اعتقد بها ...رجل تغيرت حوله الايام ولم يغير افكاره ومعتقداته...
البعض راى في زيادين الامس الجميل الذي مثله ... الامس الذي يختلف عن اليوم وما فيه من دسائس وخيانات وكذب وتجارة واهمال وصفقات ...ا
نا شخصيا احببت فكرة واحدة مثلها يعقوب زيادين وسيبقى يمثلها حتى وان رحل....فكرة تقيم الدعوى على واقعنا وامراضه ...الفكرة التي اتمنى لو تتكرر هي نجاح يعقوب زيادين الكركي في البرلمان الاردني عام 1956 ليس عن مقعد من مقاعد الكرك.
كان ذلك قبل نظام الصوت الواحد...وقبل الدوائر الوهمية ...وقبل ان تزور الانتخابات ويقول الرئيس انه لم يكن يعرف.....لقد اهدانا يعقوب زيادين سيرة مختلفة عن سيرة الساسة هذه الايام ...واهدانا صورة من زمن كان جميل...حتى ولو اعترته اخفاقات هنا واخرى هناك....كان في ذلك الزمان صدق لم يعد موجود....ورجالات تصنعها الموهبة والعزم والتجارب وليس العناية الحثيثة.
اظن ان الرجل لم يكن سعيدا وهو يراقب ما يدور في عالمنا الذي هبت عليه العواصف الصحراوية والجبلية والساحلية والثلجية....واظن انه كان يتمنى لو رحل قبل ان يرى االتهافت على تبرير ما لا يبرر...اظن ان يعقوب الزيادين احب زمن عودة القسوس ويعقوب العودات وركس العزيزي اكثر من زمن اختلطت فيه الوطنية بالخيانة والتجارة بالادارة والخوف بالطاعة...لروحك السلام وعليك السلام يا من لم يرى فرقا بين القدس والسماكية ويا من دافع عن حق الاختلاف في زمن لا مكان للمختلفين فيه غير السجن او القبر.