قبل سبع وعشرين عاماً , أُعلن في اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر قيام دولة فلسطين والذي أُصطلح على تسميته بإ (علان الإستقلال )واُنتخب أبو عمار رئيساً لهذه الدولة العربية الجديدة وعاصمتها القدس .
وقد انطلقت داخل وخارج فلسطين تظاهرات حاشدة وهي تهتف : (أعلناها .. أعلناها هي الدولة وإحنا معاها ) على الرغم من أن هذه الدولة الوليدة إستندت على قراري مجلس الأمن 242 و338 الأرض مقابل السلام ..وأنها ستكون على الأرض الفلسطينية المحتلة العام 1967 أي في الضفة الغربية وقطاع غزة التي تشكل 22% من أرض فلسطين التاريخية...

واتذكر أن استاذنا المرحوم ابراهيم سكجها « أبو باسم « كتب مقالة في زاويته بسرعة في الرأي بعد عودته من مؤتمر الجزائر نهاية العام 88 بدا فيها فرحاً جذلاً بإعلان الإستقلال هذا وقال في مقالته .. « ان عيني الدكتور جورج حبش والزميل محمد الخطايبة إغرورقتا بدموع الفرح عند إعلان أبو عمار هذا الإستقلال الفلسطيني « مع العلم أن مسقط رأس الدكتور حبش ( اللد ) ومسقط رأس أبو باسم (يافا ) لن تكونا ضمن حدود هذه الدولة العتيدة وإن كان الزميل الخطايبة قد برر فرحته هذه فيما بعد لي : أنه سيتمكن من زيارة مرابع صباه في بيت إكسا عندما كان برفقة والده الجندي في الجيش العربي في الضفة الغربية قبل 1967 أما أبو باسم فإعتبرها (بروفة) أولى لقيام دولة فلسطين ولو كره العدو الإسرائيلي .
قبل أكثر من عام تكرر المشهد نفسه , لكن في نيويورك هذه المرة فقد اعتبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة فلسطين دولة مراقب غير عضو فيها وقد انطلقت المظاهرات في داخل فلسطين وخارجها تهتف مرة اخرى بحياة هذه الدولة العتيدة وترفرف بأعلامها الفلسطينية ...

ورغم مرور أكثر من 27 عاماً على إعلان الإستقلال الفلسطيني في الجزائر .. واكثر من عام على إعلان نيويورك فلم تعترف إسرائيل والولايات المتحدة بهذين الإعلانيين اللذين إعترفا مرتين ب ( إسرائيل ) وضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948 .

ما يجري الان دعوة امريكية للفلسطينيين والاسرائيليين لاستئناف المفاوضات مجددا وكما يبدو هناك موافقة فلسطينية على الرغم من اعلان نتنياهو وبعد فوزه الاخيررفضه قيام دولة فلسطينية ...!!
يبدو أن مفاوضات (طبخ الحصى ) قد تعود مرة اخرى...؟!