الاردن والسعوديه وحرب اليمن والحلف الاسلامي
أ.د. سعد ابو دية
08-04-2015 11:36 AM
ان الهدف من هذا المقال هو اكمال ما بدأته المرة الماضية والاهم اعطاء فكرة عن المتاعب التي واجهت الاردن وعن المصاعب والحرب على عدة جبهات واريد الحديث عن عطاء الجيل السابق وان يلاحظ الشباب ان الجيل السابق مر بمصاعب وتحمل وعليهم ان يتذكروا ان هذا البلد قدم له الجيل السابق الكثير وان ما يعيشون به الان هو وليد التضحيات المستمرة وحبذا لو الغى الجيل المعاصر عبارة الحرس القديم واستبدلها بالحرس العظيم وتحية لرجال الحرس القديم العظيم وسلام عليهم اينما يكونون وحيثما يحلون..
وعودة للموضوع اقول انه رافق حرب اليمن الكثير من التداعيات والتطورات المهمة ومنها قنبلة إسرائيل الذرية والحلف الإسلامي ومشكلة روافد نهر الاردن والأحداث التي رافقت ذلك وناقش مؤتمر قمة المغرب قضية تحويل روافد النهر.
لم تقتصر المشكلة العربية على تحويل روافد نهر الأردن إذ سرعان ما بزغ في الأفق موضوعان وهما :
1- احتمال حصول إسرائيل على قنبلة ذرية حيث قدمت أمريكا وبريطانيا في تموز 1965 لمؤتمر نزع السلاح بجنيف إحصائيات ومعلومات أن 18 دولة في طريقها لامتلاك قنبلة ذرية بحيث بدا أن أي مؤتمر قمة قادم سيواجه هذه المشكلة ويناقشها.
2- الحلف الإسلامي:
في أواخر عام 1965 قام الملك فيصل بدعوة الى الحلف إسلامي يساعده شاه إيران بحيث فسرت مصر سبب رغبة الشاه في عودة العلاقات مع مصر هو الحلف الإسلامي وأن هذا مخطط من الشاه وتوقعت الدوائر الغربية احتمال اشتراك الأردن في هذا الحلف أو المنظمة الإسلامية أو جامعة الشعوب الإسلامية خصوصاً وأن الشاه حاول أن يوسط الملك حسين عندما زار الملك طهران لإعادة العلاقات مع مصر وذكر أحد التقارير أن الحلف سوف يضم دول حلف السنتو بالإضافة إلى دول أخرى هي السعودية، أفغانستان، الأردن، العراق، نيجيريا، البحرين، قطر، الإمارات، أندونيسيا، ماليزيا وكان مقدراً أن تبدأ زيارات بين الزعماء المسلمين تشمل عمان العاصمة الأردنية ويقول ذلك التقرير أن الفكرة من الحلف:
1. الحد من الشيوعية.
2. الحد من انتشار القومية العربية ومصدرها القاهرة
. لقد بقي الأردن غير ذي موقف محدد من دخول الحلف حيث أعلنها وصفي التل في عمان وكان رئيساً للوزراء أعلن بأنه سيذهب للسعودية لحضور المؤتمر ولكن لم يقرر دخول الحلف
في عام 1966 حصلت بعض التطورات على الساحة العربية إذ حدث انقلاب في سوريا في ليلة ذكرى الوحدة السورية المصرية وقد جاء توقيت الانقلاب مفسراً لاتجاهه وجاء في وقت كان عبد الناصر يفكر فيه بالانسحاب من مؤتمرات القمة إذا ما أصر حزب البعث على المضي في مزايدته الكلامة الفارغة(على حد الوصف المصري) تجاه القضية الفلسطينية] ولكن هذا الانقلاب غير كل شيء وكان وبالاً على علاقات الأردن مع مصر ومع الفلسطينيين.
وفي آذار من نفس العام اجتمع رؤساء الحكومات العربية لبحث عدة مواضيع والتي سبق ذكرها قبل قليل وهي الحلف الإسلامي وموضوع امتلاك إسرائيل لقنبلة ذرية وتحويل روافد نهر الأردن وميثاق التضامن العربي. كان موقف الأردن واضحاً بالنسبة للحلف الإسلامي أما بالنسبة لموضوع امتلاك إسرائيل لقنبلة ذرية فإن وصفي التل رئيس الوزراء الاردني وزير الدفاع قد قدم معلومات مؤكدة أن إسرائيل لديها قنبلة ذرية وقد وافق رؤساء الحكومات العربية على اقتراح عبدالرحمن البزاز رئيس وزراء العراق بمساعدة مصر للتركيز على قيام بأبحاث ذرية ضمن إطار اتفاقية التعاون العلمي العربي](لم تكن وكالة الطاقة الذريه قد ظهرت).
أما بالنسبة لتحويل روافد نهر الأردن فإن علي علي عامر(القياده العربيه الموحده) قد قدم تقريراً بسير العمل في القيادة لاستثمار مياه نهر الأردن وروافده حيث أسرع الأردن بشق قناة الغور الشرقية وتحويل مياه اليرموك لهذه القناة دون أن تستفيد إسرائيل وكان هذا بمساعدة النقطة الرابعة الأمريكية ولكن المشكلة أن القناة لم تستوعب المياه... كانت قرارات رؤساء الحكومات بضرورة استمرار عمليات التحويل وضرورة دعم هيئة الروافد لممارسة عملها. بخصوص ميثاق التضامن العربي أكّد الحاضرون تمسكهم بهذا الميثاق والعمل على تدعيمه لكن شنت سوريا هجوماً كلامياً على الأردن وبدأت الحرب الباردة واتهمت سوريا الأردن بعد قيام إسرائيل بالعدوان على منشآت تحويل الروافد و اتهمت الأردن بالرجعية التي تحاول أن تثبت وجودها وأعلنت سوريا أنها لن تحضر مؤتمر القمة الرابع لأن هذه المؤتمرات منحت الرجعية في نظر سوريا فرصة
لقد كان التقارب المصري السوري على حساب التقارب الأردني المصري تقريباً حيث حاولت سوريا جاهدة عمل وحدة اقتصادية مع مصر ورحبت بالقوات المصرية في سوريا وقالت سوريا بأن من أخطاء الوحدة السابقة هي عدم تحقيق تكاملاً اقتصادياً وقد اتسعت المسافة بين سوريا والأردن أكثر بعد قيام انقلاب ضد النظام الحاكم وفرت عناصر الانقلاب إلى عمان.
وعادت الاتهامات توجه الى الأردن بأنه مقر لتحركات واسعة ضد سوريا والعراق عن طريق حزب القوميين السوريين كأحد الأعمدة الرئيسية التي تعتمد عليها الأردن ضد سوريا. هذه المرة الاتهام جاء من مصر]، واستمرت الاتهامات المصرية للأردن والملك فيصل الذي اتهمته انه يلعب دور البطولة كداعية للحلف الإسلامي وأن الملك فيصل يطمع في اليمن والملك حسين يطمع أن يدخل سوريا غازياً كانت الاتهامات كثيرة و ان الاردن يعتبر المؤتمرات تجارة مربحة.
كان الموقف الداخلي الأردني مضطرباً أيضاً حيث كانت هناك مظاهرات في الضفة الغربية وخاصة مدينة نابلس حيث منع التجول وقام الملك حسين بزيارة الضفة الغربية لتهدئة الموقف وقدم وصفي التل رئيس الوزراء الأردني استقالته واستمرت الاتهامات بأثر رجعي إلى مؤتمرات القمة وأنها قارب نجاة للأردن تعلق به حكامه .. وأن الرجعية (الأردن) عادت تنشط وأول رحلات الملك فيصل على طريق الحلف الإسلامي كانت إلى عمان ... وأن الملك حسين كان في قلبه مع الحلف وأن صدّه ظاهرياً ... واستمرت الاتهامات حتى وصلت إلى الجيش وأن مجلس الإعمار الأردني خاضع مباشرة لسيطرة الأميركيين
وتدهورت العلاقات بين عمان والقاهرة وازدادت الحملات الإعلامية على الأردن وقيل إن الأردن بلد ضعيف وأن سبب ضعفه هو اعتماده على السلاح الغربي. وساءت العلاقات بين مصر والسعودية حين اتهمت السعودية مصر باستعمال الغازات السامة في اليمن وقامت السعودية بالاستيلاء على بنكي مصر والقاهرة بالسعودية وأصبح أي اجتماع بين الملكين فيصل والحسين يفسر بأنه خطة مشتركة ضد مصر وأصبحت منظمات مؤتمر القمة تمر بأسوأ لحظاتها فبالنسبة للهيئة العربية لاستغلال مياه نهر الأردن أصبح مؤكداً أنها مهددة بالتوقف وفي آذار جاءت اجتماعات مجلس الدفاع العربي في الاجتماع 47 لمجلس جامعة الدول العربية حيث اعتبر حضور وفد الأردن للتهجم على الكيان الفلسطيني وانسحب الوفد الأردني وكانت هناك خطة لإسقاط الأردن والسعودية وتونس من خطة العمل العربي العسكري الموحد الذي تضعه القيادة العربية الموحدة وهذا الذي اذكره هنا هو مخفف ومقتضب والوضع اسوأ مما ذكرت وهذه المعلومات قطرة في بحر مما هو موجود من معلومات ولقد تعطل في الاردن الكثير من خطط التنمية وبخاصة خطة 1963- وان الفلسطينيين كانوا في مهب الريح في الحرب البارده و كانت هذه هي الطريق الى حزيران التي جاءت للعرب وهم منهكين في الحروب البارده و ليسمح لي القراء بالقول ان جميع الحروب الباردة والساخنه في الستينات استهلكت الكثير دون حسم او نتائج نهائيه ومنها حرب فيتنام اذ خسر الاميركيون 67000 قتيل دون نتائج