حتى آخر ورقة، وحتى آخر علبة حبر، وحتى آخر فاتورة كهرباء.. سنواصل نضالنا الوطني حتى يكون الأردن كما نحلم أن يكون.
قوة أمنية كبيرة تصلح لدحر داعش، شاهدتها أمس أمام صحيفتي.. ولم أكن أعلم أن القصة قضية عمالية بحت، بل اعتقدت من استنفار القوات الامنية وتعدادها، أن البغدادي قد يكون على دوار المدينة الرياضية!!
2500 دينار استنفرت من أجلها أجهزة الدولة كلها، وشهدت تغطية إعلامية لم تشهدها القمة العربية التي انعقدت في شرم الشيخ، وقيادات تتابع تحرك القوات باتجاه الصحيفة، وطيران سلاح الجو هو الوحيد الذي لم يشارك في عملية الحجز فقط !!
نعم؛ من حق كل ذي صاحب حق أن ينال حقوقه، والمؤسسات الصحافية في النهاية شركات تربح وتخسر، وعليها حقوق عليها أن تردها الى أصحابها بأي شكل من الأشكال. وحقوق الزملاء يجب أن تصان، وأن تدفع متى سمحت الظروف المالية بذلك.
ولكن، نسأل برسم الخوف والقلق؟! بالأمس كان عمال شركات كبرى، وعمال الميناء، لهم حقوق مشروعة، وتم قمعهم بالوسائل المشروعة كافة.. وبالأمس كان هناك حجز على شخص نهب نص البلد، ولم تتحرك باتجاه منزله دراجة سير، وأمس قضية عمالية بـ 2500 دينار لم يبق سوى إنشاء تحالف دولي لاستردادها!!
نعم؛ نحن معكم، وبلدي بخير.. طالما يطبق فيها القانون على الجميع.. ولكن؛ أسأل إذا كان كل قضية حجز تحتاج لكل هذه القوات، فمن يحمي الجبهة إذًا، ولدينا يوميا المئات مثل هذه القضايا..!!
بالأمس، كنت سعيدا جدا.. فبعد اليوم من حق كل ذي صاحب حق معه قرار قطعي بقضية عمالية ان يتوجه الى اقرب مركز أمني ويصطحب معه كتيبة مشاة ومدفعية وهيلوكبتر، وقناة الجزيرة والعربية والسي أن ان لاسترداد حقوقه، فحقوق العاملين في الصحف اليومية باعتقادي تشبه الحقوق في المؤسسات والشركات الاخرى جميعها، وِلّا أنا غلطان!
في نظري المشهد كان متعمدا ورسالة الى العاملين في الصحيفة، ولم تكن القصة بحاجة الى كل هذا التهويل، بحيث كان يمكن ان يتم التبليغ عن الحجز بقيمة المبلغ بالطرق الاعتيادية المعروفة من دون الاساءة الى مؤسسة من مؤسسات الوطن، لاتزال تمنع نشر كل ما يخرج عن النص ولا يحافظ على ثوابتنا الوطنية.. وكانت وما زالت تراعي مصالح الاردن العليا وفي خط الدفاع الاول عن مقدراته وانجازاته واستقراره!!
ولكن.. كان هناك من يريد أن يقول لنا شيئا، وضخم هذه الحادثة متعمدا، لأننا لم نعتد ان نشاهد هذا الاستنفار الامني غير المسبوق في قضايا عمالية مشابهة.
شكرا لجميع من جعلنا نزداد حماسا، شكرا لجميع من جعلنا نزداد إصرارا، شكرا لجميع من جعلنا نزداد عزيمة بأن نحمي الأردن أكثر وأكثر!
فقدومكم بهذا الشـكل يعني.. أننا فِعلا من صُنّاع التغيير.. ولنا "كلمة" !! العرب اليوم