فاتحةُ الفرحِ السلطيِّ – مؤية فريز .. أُنموذجاً
23-04-2008 03:00 AM
أحسن القائمون على كرنفالية السلط عاصمة الثقافة الأردنية صنعاً ، بأن جعلوا إحياء الذكرى المئوية لمولد الشاعر الرمز المرحوم حسني فريز طيب الله ثراه ، باكورة هذه الكرنفالية الوطنية والثقافية في ذات الآن ، وفاتحة احتفاءهم بسلطهم الشماء عاصمةً للثقافة لهذا العام 2008 ، وأرى هذه السانحة القدرية جواباً على صلاة استخارةٍ قامت بها سلط الرجال ، فكانت بحق جواباً طيباً كأهل السلط الطيبين ، شافياً كما نسيم وادي السلط العليل يشفي البصر قبل البصائر والصدور ، أراها وقد سطرت حروف هذه المصادفة الأجمل لتوقير المناسبة الأنبل ، بمدادٍ سيالٍ سيابٍ يقطر على رأس قلمي المستجيب .. المستنيم لبهاء اللحظة ، مستفيضاً .. فائضاً .. من ثَمَ .. بعد الامتلاء .. فبعدُ .. لم تبدأ الحكاية ، لعله من رحيق عنب أم جوزة .. طالما أنه ينهل من عين الجادور لتسطير مراسيم فرحٍ بالكرنفال العظيم !
أراها – هذه المصادفة – قطفاً جنياً لغرس السانحة الأبهى ، برهاناً ساطعاً على أمرين جميلين وجليلين في آنٍ معاً ، شبّ الأول ثابتاً امتطى صهوة المتحول في هدأة الثاني وقد عاد للتو من ذات الرحلة الجميلة ، وقال راوي الحكاية أنه بالكاد يمكن معرفة من منهما المتحول ومن منهما الثابت ، لكن الشمسي الساطع الذي لا ينكره لب ولا تخطئه عين ، هو أنهما يستمدان العزم ويأخذان الاسم من ثابت واحدٍ أصيلٍ ضارب الجذور في العمق السلطي ، الأول – في حالته النشموية ، وهو ما راهنت عليه طويلاً ، بأن السلطيين محظوظون .. لا كما يتشدق البعض بمناسبةٍ وبغير مناسبة ، أما الثاني – وفي حالته الباسلة ، وأراه ثمراً طيباً لدوحة الحظ السلطية .. آنفاً ، أنه من يمن الطالع ، توأماً لمصادفةٍ كانت لسانحة لانت ، أن هذا الكرنفال السلطي الميمون جاء متزامناً مع مئوية أديب الأردن الكبير حسني فريز رحمه الله .
مئوية فريز .. إذن ، هي الفصل الأول العظيم من كتاب هذه المناسبة السلطية العظيمة ، ولو لم تكن كذلك – وهي بحق لكذلك بكل اللغات والمقاييس ، والحكم هنا محسومٌ لا يخضع لأي قولان – لما رأينا الكبار حقاً هم الذين يحتفون بإحياء هذه الذكرى العظيمة ، الذين أمّوا سلطهم الأبية لهذه الغاية الأنبل فحق لهم وتحققت بهم فرحة السلطيين والأردنيين الأكمل ، وذلك بضيافة رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات السلط عاصمة للثقافة الأردنية 2008 وأعضائها الموقرين ، ورئيس اللجنة بالمناسبة هو رئيس بلدية السلط الكبرى الشيخ المهندس سلامة الحياري ، وما ننسى أعضاء المجلس البلدي المنتخبين الموقرين ، وكوادر محافظة البلقاء بإدارة المحافظ النشمي سامح المجالي، وهم من أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة من جيل الآباء اليوم ، الذين كانوا جيل الأبناء : تلامذة المعلم / الأب الراحل المقيم حسني فريز رحمه الله ، لما رأينا هذه الوجوه الطيبة المستبشرة من أصحاب القامات السامقة والمقامات الوقورة الرفيعة ، وما نستثني أحداً منهم .. فإن حصل .. فمن ذاكرتي الشائخة ، بفعل استباحة قريني المشاغب ، لروزنامة أيامها الملأى بالمثقل الحبلى بالحزين !، وهم – بحسب الأخبار – الذوات التالية أسمائهم .. مع حفظ الألقاب : أحمد اللوزي ، زيد الرفاعي ، عبد السلام المجالي ، مروان الحمود ، رجائي المعشر ، حيدر محمود ، هاني العمد ، هاشم القضاة ، محمد العطيات ، وغيرهم وغيرهم من أهل السلط والبلقاء الأماجد من السادة النُجب والسيدات الماجدات ، بحضور معالي الوزيرة النشطة نانسي باكير وكبار القائمين على نمذجة التألق من شموس وأقمار بيتنا الرسمي الدفيء : وزارة الثقافة الموقرة ..
و .. خلوصاً ، لنا عودة .. من قريب .. بإذن الله ، فالسلط عاصمة للثقافة الأردنية لهذا العام 2008 بعد إحتفائية إربد عروس الشمال 2007 ، وقبل أن نيمم وجوهنا شطر جنوب الإبداع الأصيل في كرك الرجال العام القادم 2009 ، هي تستوي – ووفق غير تخريجة وأكثر من قراءة ، كفعلٍ ثقافي ووطني بذات القياس ، حالة إبداعية علامتها عبقرية ، عنوانها سامق ، روحها عزموية ، ثقلها جدلي ، حراكها حيوي ، اصطفافها باسل ، هويتها نشموية ، و بوصلتها أصيلة .. ثابتة الخطى .. رابطة الجأش ، تعرف تماماً ما تريد وأين تتجه وبأنها ضاربة الجذور في الأرض الأغلى من هذا الوطن الأشم ، مثلما تعرف جدّ اليقين بأن المتغيرات على الساح نهضوية ومحورية ..
و عليه .. من هنا .. ووفق المنظور أعلاه ، فللحديث هذا صلة .. نرجو أن لا تتقطع بها السُبل ، إذ هناك ما يجب أن يُقال وأن يجد طريقه إلى أهله من المعنيين .. ! ]
Abudalhoum_m@yahoo.com