تمر مدينة رفح الغزّية بواقع صعب كباقي القطاع إلا أنها تزيد عليه بضعف الخدمات الطبية؛ مما دفع مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق حملة الكترونية حملت شعار هاشتاق "رفح_بحاجة لمستشفى"، وقد شهد تفاعلاً كبيرًا من قبل النشطاء الذي غردوا بأكثر من نصف مليون تغريدة حتى الآن.
انطلاق الحملة جاء في وقت تعاظمت فيه حاجة سكان المدينة لمستشفى حديث، لاسيما بعد العدوان الأخير على القطاع، وما لاقاه السكان من عنت شديد، نتيجة عدم توافر مستشفى يفي بحاجة السكان، وقادر على التعامل مع كافة الحالات التي تصله.
وقد ساهم كثير من أفراد المجتمع في هذه الحملة، ومنم لاعبو الأندية الرياضية إذ رفعوا لافتات تطالب ببناء مستشفى متكامل في المحافظة، المحرومة من مستشفى سوى واحد متواضع للغاية إذ تبلغ سعته 4 أسرة للرجال، ومثلها للنساء لكل تخصص، في حين أن عدد مراجعي الاستقبال سنويًا يزيد عن 100 ألف.
ولعل العدوان الأخير على غزة كشف بوضوح عن عورة الواقع الصحي في المدينة، إذ استشهد من أبنائها 500، وأصيب 2200 آخرين. ويذكر أن 120 جريحا ارتقوا شهداء نتيجة نقص الإمكانيات الطبية.
أحسن الناشطون إذ أرفقوا مجموعة من الصور مع التغريدات عن الشهداء والجرحى، الذين وضعوا في ثلاجات الخضروات، وصناديق السيارات، وعلى جنبات الطرق؛ لعدم توافر مستشفى كاف، وأسرّة، وطواقم طبية للتعامل معهم.
إن لفت النظر للظلم والتهميش والمعاناة التي يعيشها أهالي رفح بات ضروريا، لتشكيل رأي ضاغط على صناع القرار والممولين، والمحسنين؛ لبناء مستشفى يُلبي حاجة السكان.
ولا شك أن انطلاق حملة شعبية ورسمية بجانب الحملة الالكترونية، يشارك فيها جميع فئات الشعب الفلسطيني من قيادات أهلية ومُجتمعية، ونقابات؛ وفلسطيني الشتات، والعرب يمكن أن يعجل في مشروع بناء المستشفى.
يعجب المواطن العربي كيف تُنفق المليارات العربية بسهولة ويسر على قتل بعضهم بعضا، والتآمر على تدمير الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، ويعجزون عن بناء مستشفى يكلف القليل من الملايين!
عجبا أيضا كيف يقتّر العرب على شعوبهم والدول الفقيرة منهم، ويكنزون المليارات في بنوك الغرب، ويضخّون مثلها في اقتصاده، وشهداؤهم يرقون إلى عليين من ثلاجات الخضار!
وعجبا لأمة تردد أن الشهيد أكرم من في الدنيا، وأنبل البشر، ويُسكت على معاملته بهذه الصورة!